حذّر رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أمس، من اتساع سقف مطالب المحتجين التي كانت داعية في بدايتها إلى إلغاء تعديلات المرسوم رقم 10-315 لتشمل مطالب أخرى، مؤكدا أن بعض هذه المطالب قد اتخذ منحى آخر بعيدا عن المنحى البيداغوجي. وشدد الوزير من جهة أخرى على أهمية أن تكون المقترحات المقدّمة للنهوض بالجامعة الجزائرية موضوعية وبعيدة عن النزوات الفردية والحسابات السياسية. وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي كان يتحدث خلال افتتاح الندوة الوطنية لمدراء مؤسسات التعليم العالي التي عقدت، أمس، بجامعة هواري بومدين بباب الزوار، بحضور رؤساء الجامعات وممثلي الطلبة أبدى تخوفا من اتساع مطالب المحتجين المرفوعة للوزارة، وخاصة بعد أن تمت الاستجابة لمطلب إلغاء التعديلات التي وردت في المرسوم رقم 10-315 المؤرخ في 13 ديسمبر2010 والمتعلق بالموظفين في الوظيفة العمومية، والذي يحدد الشبكة الاستدلالية لمرتبات الموظفين ونظام دفع رواتبهم. وأوضح حراوبية في السياق ذاته أن هذه المطالب التي أخذ سقفها يزداد اتساعا صارت تمثل تهديدا حقيقيا من حيث أنها قد تؤدي إلى إحداث شرخ بين طلبة النظام الكلاسيكي وطلبة النظام الجديد» أل أم دي«. وقال حراوبية في كلمته »تركزت هذه الاحتجاجات في البداية على مطلب أساسي يتمثل على في إلغاء تعديلات المرسوم المتعلق بالوظيف العمومي...، إلا أن لائحة المطالب ما لبثت أن امتدت لتشمل مطالب أخرى... بعد أن تمت الاستجابة لمطلب إلغاء المرسوم المذكور وتقديم التوضيحات الضرورية حول المطالب الفرعية الأخرى كتأكيد الاستمرار في فتح مسارات التكوين على مستوى الماجستير لفائدة خريجي النظام الكلاسيكي، وتأكيد استمرار المؤسسات المعنية بمنح شهادة مهندس دولة«. وحذّر حراوبية في نفس السياق من انحراف هذه المطالب عن منحاها البيداغوجي قائلا »إن بعض هذه المطالب اتخذ منحى آخر بعيدا تماما عن المنحى البيداغوجي، فذهب إلى حد التشكيك في نظام ليسانس ماستر دكتوراه في حد ذاته«. وبعد أن أبرز أهمية اللقاء الذي جمع رؤساء المؤسسات الجامعية، أمس، ودوره في فتح نقاش واسع ومعمق ومسؤول حول قضايا علمية وبيداغوجية جوهرية تتعلق بمسارات التعليم العالي في النظامين الكلاسيكي والجديد، شدد وزير التعليم العالي والبحث العلمي على أهمية إشراك كافة مكونات الأسرة العلمية على اختلاف مستوياتها، بهدف التوصل إلى صياغة المقترحات الضرورية التي ستشكل الأرضية الملائمة لإعداد مشاريع نصوص تنظم مسار الدراسة في التعليم العالي. وفي السياق ذاته، دعا حراوبية إلى ضرورة أن يكون وضع اللبنات الصلبة لبناء الصرح الجامعي قائما على أساس رؤية سليمة وموضوعية،» بعيدا عن محاولة تحقيق مكاسب فردية أو مؤسساتية نفعية. كما شدد الوزير على أهمية أن تكون المقترحات المقدمة معللة تعليلا موضوعيا وعلميا يستند إلى القواعد العلمية والبيداغوجية دون سواها، ويكون بعيدا عن المزايدات والنظرات الضيقة. وأعرب حراوبية من جهة أخرى، عن أمله في أن تكون ندوة لمدراء مؤسسا التعليم العالي بمثابة محطة هامة تضمنتها الرزنامة التي اعتمدت منذ شهر من طرف القطاع لفتح نقاش واسع ومعمق ومسؤول حول القضايا العلمية والبيداغوجية الجوهرية تتعلق أساسا بمسارات التعليم في النظامين الجديد والكلاسيكي واقتراح معابر بينها.