شدد عضوا المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني عبد القادر زحالي وعبد الرحمان بلعياط، على أن الأفلان سيواجه بقوة أي محاولة أجنبية للمساس بوحدة وأمن الجزائر، وقالا إن جبهة التحرير كما صمدت وواجهت المستعمر الفرنسي، فإنها ستكون في الصفوف الأمامية لمواجهة أي تهديد على شاكلة الذي يحدث في ليبيا. نشط أمس القياديان بالأفلان عبد القادر زحالي المكلف بأمانة الشباب والطلبة وعبد الرحمان بلعياط المكلف بأمانة التدريب والتكوين السياسي، ندوة تكوينية ولائية لفائدة الشباب بمحافظة الأغواط تحت عنوان »الانتشار واستقطاب الشباب«، وشهدت مشاركة كبيرة للشباب، وبعد التدخل الموجز لأمين محافظة الأغواط، أحيلت الكلمة إلى عضو المكتي السياسي عبد القادر زحالي الذي أعرب عن سعادته للاهتمام الكبير الذي يوليه شباب الأغواط للحزب، مضيفا أن حرصهم على المشاركة في هذه الندوة يدل على تعلق الشباب بالأفلان نظرا لمساره الثوري والوطني، كما اعتبر نائب مجلس الأمة أن هذه الندوة هي استمرار للبرنامج الذي سطرته أمانة الشباب والطلبة وأمانة التدريب والتكوين السياسي وتحت توجيهات الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم الذي يؤكد في كل مرة على توسيع الانفتاح على الشباب والمرأة، وأكد زحالي بالمناسبة أن هذا اللقاء هو فرصة لشرح وتبليغ أهم القرارات المتخذة من قبل قيادة الحزب في مختلف القضايا سواء كانت داخلية أو خارجية، مشيرا أن الأفلان يتابع كل ما يجري ويدرسه دوريا في اجتماع المكتب السياسي. وتطرق زحالي بالتفصيل إلى المؤتمر التاسع ونتائجه، مؤكدا أن الشباب شارك بقوة في المؤتمر، وعرج عضو المكتب السياسي على الدورات الثلاث للجنة المركزية وأهم القرارات التي خرجت بها. واعتبر زحالي أن أمانة الشباب والطلبة بالتنسيق مع أمانة التكوين والتدريب شرعت مباشرة بعد انعقاد اللجنة المركزية الثانية في ضبط برنامج وطني وجهوي وولائي لفائدة الشباب بداية من شهر جوان المنصرم، حيث تم عقد ندوة وطنية تكوينية بسيدي فرج تحت عنوان »الشباب والمشاركة السياسية« لتتبع بندوات جهوية في كل من عنابة، سطيف، ورقلة، سعيدة، مستغانم، وندوتين جهويتين بالعاصمة، حيث عرفت نجاحا كبيرا خاصة أن الأمين العام عبد العزيز بلخادم كان قد أشرف عليها، ليتم الشروع بعدها في عقد ندوات ولائية تكوينية مست إلى حد الآن ولايات )تلمسان، وهران، معسكر، تيارت، الطارف، المدية، محافظة درارية بالعاصمة ، تمنراست، الشلف، بسكرة، غردايةوالأغواط(، ليتم برمجة باقي الولايات قبل نهاية السداسي الأول لهذه السنة. وأضاف زحالي أن الندوات التحسيسية لفائدة الشباب واهتمام الحزب بهذه الفئة كان من أولويات الأفلان بعد المؤتمر التاسع ولم تكن نتيجة الأحداث التي شهدتها مؤخرا، داعيا الشباب في هذا الإطار إلى الانخراط بقوة في الحزب والانتشار عبر القواعد وفرض أنفسهم من خلال الانضباط والوفاء حتى يتمكنوا من خلق فضاء خاص بهم داخل صفوف الحزب على مستوى القسمات والمحافظات، كما طالب زحالي من أمناء مكاتب القسمات توزيع البطاقات على المناضلين خاصة فئتي الشباب والمرأة وفتح القسمات أمامهم، مشيرا إلى أنه لا يحق لأي شخص إقصاء المناضلين، ودعا رؤساء البلديات إلى فتح مكاتبهم والاستماع لانشغالات المواطنين وعدم التذرع بفقدان الصلاحيات، وثمن زحالي الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لفائدة الشباب خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، وقال إنها تعكس الاهتمام الكبير الذي يليه الرئيس لفائدة الشباب. أما عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة التكوين والتدريب السياسي عبد الرحمان بلعياط، فأكد أن مثل هذه الندوات تعتبر حلقة وصل بين قيادة الحزب والقاعدة النضالية، مضيفا أن تبادل الأفكار مع المناضلين هو بمثابة رسالة للداخل والخارج، واعتبر أن أي دولة لن تستطيع فرض تفسها أو بناء مؤسساتها دون الشباب، الذي يعتبر خزان الثورة التحريرية خاصة أن جميع الثورات التي قامت في الجزائر منذ بداية الاستعمار، قادها شباب الجزائر، وعلى هذا الأساس، فإن الحزب يجعل من أولوياته استقطاب الشباب بقوة في صفوفه ليجعل منهم نخبة قوية تقود البلاد إلى وحدة الوطن ووحدة الشعب، ما يجعله دائما في مقدمة المعارك السياسية التي تخدم الوطن، في ظل التحديات والتطورات التي يشهدها العالم. وأكد بلعياط أن الحزب يمتلك إرثا وطنيا كبيرا يجعله في قلب الإصلاحات السياسية لأنه الحزب الوحيد الذي حرص على وحدة الوطن وخير دليل على ذلك تمسك المفاوضين خلال مفاوضات إيفيان بكل شبر من الجزائر، وأضاف بلعياط، أن الأفلان سيواجه بقوة أي محاولة أجنبية للمساس بوحدة وأمن الجزائر، مضيفا أنه كما صمد وواجه المستعمر الفرنسي، فإنه سيكون في الصفوف الأمامية لمواجهة أي تهديد. وقال بلعياط، إن الأفلان سيقود القاطرة الأمامية للتصدي للمحاولات التضليلية التي تمارسها بعض الدول الأجنبية التي تريد تشبيه الأوضاع التي عاشتها تونس ومصر ويعيشها حاليا اليمن وليبيا بأوضاع الجزائر، مؤكدا أن جبهة التحرير الوطني موجودة بقوة ومتفطنة لهذه المحاولات وستتصدى لها مهما تطورت أساليب الاستعمار، وأضاف بلعياط أن الافلان تنازل عن الكثير بعد التعددية الحزبية، وكان الهدف من ذلك أن لا يحدث شرخ وانقسام يؤدي إلى تفكك الوحدة الوطنية، معتبرا أن الجزائريين طالبوا خلال الأحداث الأخيرة بتحسين المستوى المعيشي والقضاء على البيروقراطية ولم يطالبوا بذهاب النظام، لأن الشعب كما قال، ملتف حول الرئيس بوتفليقة الذي هو في نفس الوقت رئيس الحزب، ما يجعل الجبهة محمية من قبل الشعب نظرا للإرث التاريخي الذي تحمله. وبخصوص الأحداث التي تعيشها ليبيا وباقي الدول العربية أكد بلعياط أن الدول الغربية استغلت نقاط ضعف الأنظمة المبنية على الفساد والتبعية في اتخاذ قراراتها وتريد تقسيم ليبيا للسيطرة على ثرواته بذريعة حماية المدنيين، وهو الأمر الذي ترفضه الجزائر، داعيا إلى وحدة الصف واليقظة لما يجري بالقرب من حدودنا استعدادا لمواجهة التحديات المستقبلية. واختتمت الندوة بقراءة البيان الختامي الذي أكد فيه شباب الأغواط حرصهم الشديد على وحدة صف الأفلان، مثمنين الندوات التكوينية والتحسيسية، كما أكدوا وقوفهم ودعمهم المطلق لقيادة الحزب وللأمين العام عبد العزيز بلخادم، كما دعا البيان الحكومة إلى ضرورة تجسيد الإجراءات الأخيرة التي أقرها مجلس الوزراء في الميدان وفي أسرع وقت ممكن.