احتفت أدرار أول أمس باليوم العالمي للمسرح وفق طقوسها الخاصة، وجسدت جمعية فرسان الركح حلما قارب ثمان سنوات، لتنطلق بالمدينة رسميا فعاليات الطبعة الأولى للملتقى الأول للمسرح، من27 إلى 30 مارس. هذه المبادرة التي ترعاها جمعية »فرسان الركح«، في مغامرة أراد المشرفون عليها- رغم ظروفها الصعبة- أن تؤسس لحركية مسرحية في المنطقة التي تعيش الإهمال والتهميش والإقصاء إبداعيا. يدخل هذا الملتقى في إطار مساعي جمعية »فرسان الركح« الرامية في خلق تقاليد مسرحية في المنطقة. أدرار الولاية التي تقع في أقصى الجنوب الجزائري، يحاول مبدعوها بلوغ مسافة الألف ميل نحو المسرح، فكان تنظيم هذا الملتقى الخطوة الأولى التي اختير لها شعار »التكوين أساس الإبداع«، كنوع من التأسيس لهذه المبادرة ورفع التحدي وتأطير قرابة 30 متربصا من مختلف المناطق المجاورة، والذين تحملوا عناء التنقل وأبوا إلا الحضور للاستفادة من هذه الأيام رفقة العديد من الأساتذة والأكادميين من جامعة وهرانومستغانم وغيرها. وعرف حفل الافتتاح حضور مدير دار الثقافة الذي أكد في الكلمة التي ألقاها أهمية المناسبة، وضرورة المواصلة في رفع التحدي، متحدثا عن سعيه الدائم منذ توليه حقيبة الثقافة إلى المصادقة على مشروع بناء مسرح جهوي بالمنطقة، الأمر الذي اعتبره فنانو ومبدعو أدرار خطوة تأسيسية لمسرح الجنوب، باعتبار تجسيد هذا الحلم الذي كان في وقت قريب صعبا جدا وبعيد المنال، إلا أنه أكد ذات المتحدث أن هذا الملتقى يفتح أبوابا للتكوين والتأطير، خاصة أنه نظم ورشات تكوينية على امتداد عمر هذا الملتقى الأول. على صعيد متصل اعتبر عقباوي الشيخ رئيس جمعية فرسان الركح والمشرف على هذا الملتقى أن المبادرة في حد ذاتها أخذت وقتا كبيرا لتجسيدها، قائلا »نحن اليوم إذ نحتفي بالطبعة الأولى لهذه الأيام، إنما يعود الفضل إلى وزارة الثقافة التي لم تبخل علينا بتمويل هذا المشروع، وأخذت الطلب جديا، نقول شكرا«، ليضيف »المسرح في أدرار فن يدرك القليل أهميته رغم وجود بعض الظواهر المسرحية عندنا، اليوم أردنا إدخاله من باب التكوين والتأطير وتعريفه بكل هواة المسرح بالمنطقة وكل المناطق المجاورة أو ما يسمى »القصور« لذا ارتأينا تنظيم ورشات تكوينية في النقد والتمثيل والكتابة المسرحية لإثراء الملتقى وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة«. على صعيد متصل تعرف الو رشات التكوينية إقبالا كبيرا بتأطير أساتذة مختصين في الكتابة المسرحية ويتعلق الأمر بالأستاذ الجامعي من جامعة وهران محمد شرقي، النقد المسرحي تحت إشراف الأستاذة بومسلوك خديجة من جامعة مستغانم، ورشة التمثيل المسرحي مع المخرج هارون الكيلاني من الاغواط. وسيتم أتباع هذه الو رشات بعروض مسرحية من مناطق مجاورة للعديد ممن الفرق والجمعيات.