شنت قوات رئيس ساحل العاج المنتخب الحسن وتارا ظهر أمس هجوما حاسما على مقر الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، حيث اقتحمت مقر لوران غباغبو، في حين أكدت فرنسا أن الشيء الوحيد الذي يمكن مناقشه غباغبو بشأنه هو تنحيه. وقالت أفوسي بامبا المتحدثة باسم قوات وتارا إن هذه القوات على وشك دخول المقر لاحتجاز غباغبو. وقالت مصادر في أبيدجان إن القتال ما زال مستمرا حول مقر إقامة غباغبو. ومن جهته قال قائد القوات المسلحة الفرنسية دوار جيلو لإذاعة »أوروبا 1« أمس إن غباغبو لا يزال يتفاوض مع الأممالمتحدة على رحيله وإنه قد يستسلم في غضون ساعات. وأضاف أن المفاوضات استمرت طوال الليل لكني للأسف لا أرى انفراجة حتى الآن، ورغم هذا فإنني أعتقد أن المسألة مسألة ساعات. وتابع قائلا إن الضربات الموجهة لمعسكر غباغبو قد تستأنف بناء على طلب الأممالمتحدة إن هو استمر في رفض التخلي عن السلطة. وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن الشيء الوحيد المتبقي لمناقشته مع غباغبو هو رحيله، وتابع قائلا في مقابلة مع راديو فرانس إنفو »الجميع تخلى عنه«. وأضاف جوبيه »طلبنا من الأممالمتحدة ضمان سلامته الجسدية وسلامة عائلته وتحضير شروط رحيله. إنه الأمر الوحيد المتبقي للتفاوض منذ الآن«. وردا على سؤال حول إمكانية خروج غباغبو إلى المنفى في موريتانيا، أجاب جوبيه »لا أملك معلومات في هذا الموضوع«. وأضاف »آمل أن تغلب وسائل الإقناع في النهاية وأن نتجنب استئناف العمليات العسكرية«، منتقدا ما وصفه ب»تعنت عبثي«. وقال »غباغبو لم يعد يملك أي مخرج، العالم كله تخلى عنه«. وفي غضون ذلك نفى غباغبو ما تردد عن قرب تخليه عن السلطة لوتارا، وقال في تصريحات تلفزيونية عبر الهاتف أمس لمحطة فرنسية إن جيشه دعا فقط إلى وقف إطلاق النار بعد أن دمرت أسلحته جراء الهجمات الجوية، واقترح إجراء محادثات مع وتارا الذي أقرت الأممالمتحدة فوزه في انتخابات الرئاسة في نوفمبر الماضي. وأضاف »لست انتحاريا، أحب الحياة، صوتي ليس صوت شهيد، ولا أصبو للموت، فالموت ليس هدفي«. وتابع غباغبو الذي يقول دبلوماسيون إنه مختبئ تحت القصر الرئاسي »حتى يعود السلام لساحل العاج يجب أن يكون هناك حديث بيني وبين وتارا«. من جانبها جددت الولاياتالمتحدة أول أمس دعوتها رعاياها إلى عدم السفر إلى ساحل العاج، معتبرة أن الوضع »خطير«. أما الاتحاد الأفريقي فأدان من جهته حصول »تجاوزات« و»انتهاكات لحقوق الإنسان« ارتكبت في ساحل العاج »في إطار نزاع عسكري«، ودعا مجددا إلى »ضرورة حماية المدنيين«. وتحدثت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن »عشرات القتلى« في الأيام الماضية في المعارك بالأسلحة الثقيلة. ومن ناحيته اعتبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن »الوضع الإنساني تدهور أكثر وأصبح مأسويا في أبيدجان«. وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة أول أمس أن المئات قتلوا الأسبوع الماضي في دويكويه في غرب ساحل العاج، حيث عثر على مقبرة جماعية تضم 200 جثة. وارتكبت مجازر كبيرة في المعارك التي أدت إلى سيطرة المقاتلين الموالين للحسن وتارا يوم الثلاثاء 29 مارس المنصرم على دويكويه التي تشكل محورا هاما في غرب ساحل العاج.