أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أهمية الاهتمام بالطاقات المتجددة كبديل عن الطاقة الحبيسة من أجل بناء اقتصاد لا يعتمد على المحروقات، مشددا على أن تطوير الطاقات المتجددة لا يكون على حساب سيادة الوطن وألا تكون الجزائر حقلا للتجارب، داعيا إلى معرفة توجه الدول المتطورة في استعمال الطاقة والطاقات المستقبلية. أوضح بلخادم، أمس، خلال الندوة العملية حول »الطاقات الحبيسة والمتجددة: أنماط استهلاكية للطاقة، استراتيجية وتحدي« الذي نظمها مركز الدراسات والتحليل والاستشراف التابع للحزب بالتعاون مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين بفندق الأروية الذهبية، أنه أصبح من الضروري في الوقت الراهن الاهتمام أكثر بالطاقات المتجددة وعلى وجه الخصوص الطاقة الشمسية، حيث أكد أن ذلك سيؤدي حتما إلى بناء اقتصاد قوي خارج المحروقات أو الثروات الباطنية. واعتبر الأمين العام للأفلان تطوير هذا النوع من الطاقات يتطلب التحكم في مختلف التكنولوجيات الحديثة التي لها علاقة بها الطاقة المتجددة مع يد عاملة مؤهلة ومتحكمة، حيث أشار إلى أن الأفلان ومنذ سنوات الاستقلال ما زال يعتمد على ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية فيما يتعلق بالقرار السياسي والاقتصادي، داعيا إلى إدراك أن هذه المفاهيم تتطور وأن مفهوم السيادة الوطنية بدأ يتآكل في بعض المجالات، كما شدد على ضرورة الحرص على سيادة القرار السياسي وتحقيق الاستقلال الاقتصادي الذي قال عنه »إنه هدف صعب التحقيق«. وفي هذا السياق، دعا بلخادم إلى اكتساب المعرفة التي تعتبر مصدر للقوة، حيث تطرق إلى الحديث عن ميزانية البحث العلمي في الدول العربية ومقارنتها بنظيراتها في أوروبا، وأشار في هذا الصدد إلى أن هذه الميزانية ومن خلال المقارنة فهي ضعيفة جدا، داعيا إلى تخصيص جزء هام من مداخيل المحروقات لتطوير البحث العلمي والتمكن من التحكم الجيد في تكنولوجيات الطاقات المتجددة والخروج من التبعية الاقتصادية، مضيفا بأنه يجب الحرص على إنشاء مناصب شغل والحفاظ على القدرة الشرائية من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانيات. وأكد ذات المسؤول بأنه يجب العمل على اكتساب طاقة نووية سلمية تستخدم في الطب، الفلاحة والصناعة والتي تعتبر مهمة لتطوير الجزائر، مضيفا بأنه من الضروري جدا أن تتحكم الجزائر في التكنولوجيات والاستخدامات التي يحتاجها الوطن في مجال الطاقة الشمسية، مشددا في هذا السياق على أن الجزائر يجب ألا تكون حقلا للتجارب وإنما يجب أن يتمك إشراكها في التكنولوجيات ومن حقها اكتسابها. وبخصوص مخزون الجزائر من النفط والغاز، قال بلخادم بأن هذا المخزون هو نفسه الذي كان عليه في 1971، حيث دعا إلى دراسة المخزون والمستقبل الخاص بتسويق الغاز والنفط، إضافة إلى معرفة السوق والطاقة المستقبلية وكذا توجه الدول المتطورة في استعمال الطاقة، مطالبا باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك مع الحفاظ على الموارد بدون استثناء، مذكرا بأن مشروع القرن الخاص بتحويل مياه عين صالح إلى تمنراست هو قرار سياسي شجاع باعتباره عنصر حيوي لتطوير المنطقة والحفاظ على حياة المواطنين. ومن جهته، أكد عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين أن الجزائر بحاجة إلى طاقاتها البشرية بغية وضع برنامج وطني يهدف إلى تطوير الطاقات المتجددة وخاصة منها الطاقة الشمسية، داعيا الإطارات والكفاءات الوطنية إلى بعث وتطوير الطاقات الجديدة والمتجددة مع التزام اتحاد العمال بالمساهمة في رفع هذا التحدي.