اجمع الخبراء في ندوة نقاش نشطوها أمس بمركز الصحافة «المجاهد» على ان برنامج الطاقات المتجددة الذي يدوم لغاية 2030 والذي اقره مجلس الوزراء مؤخرا طموح ويستحق كل الاهتمام، نظرا لمزاياه في استحداث 100 ألف منصب شغل أو اكثر، معربين عن تفاؤلهم بنجاح البرنامج كون الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة. زيادة على وجود مصنع لصناعة الصفائح الزجاجية برويبة ومؤسسة جدية وذات نجاعة وخبرة كبيرة وهي شركة سونلغاز التي تكفلت بمشروع الطاقات المتجددة. وفي هذا الصدد، ابرز محيوف الهامل مدير مركز البحث في مجال الطاقات المتجددة أهمية مشروع الطاقات المتجددة في تنمية اقتصادنا الوطني عبر تصدير 10 آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية، وخلق مناصب شغل معتبرة ب100 ألف منصب شغل وربما اكثر. وأكد محيوف الهامل ان الطاقة الشمسية التي تراهن عليها الجزائر مستقبلا للأجيال القادمة ستجد مكانتها بالمناطق الريفية لا سيما الهضاب العليا التي ما يزال بعضها يفتقد للكهرباء، وان الطاقة الشمسية هي تكملة للطاقة. كما ثمن مدير مركز البحث في مجال الطاقات المتجددة ما قامت به الدولة من تدعيم مالي بنسبة 0,5 بالمائة الممنوح من قبل صندوق الدعم للطاقات المتجددة الذي أنشئ سنة 2009، ثم ضاعفت النسبة العام الماضي بنسبة 1 بالمائة. بالإضافة إلى 64 مليار دج كميزانية، رصدت للمرحلة الأولى من برنامج الطاقات المتجددة خلال الفترة (2011 2013)، و02 مليار دج للدراسات و12 مليار دج لدعم التكفل بالمشروع. و50 مليار دج كقرض بنكي مع كل التسهيلات. وسيتم اقتناء التكنولوجيا والإعلان عن الاستثمارات الكبرى خلال الفترة (2014 2015 ) والانجازات ستكون في الفترة (2015 2030) ويتوقع الخبير الجزائري إنتاج 22 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية على المدى الطويل. وأوضح محيوف في هذا الإطار، ان برنامج الطاقات المتجددة سيقحم العديد من الباحثين، خاصة وان مصنع رويبة سيسمح بانجاز مشروع الصور الضوئية وهناك عملية زرعت في حاسي الرمل ،هذا العام ومشروع طاقة الرياح ب 10 ميغاواط كمشروع رائد بولاية ادرار. علما ان برنامج الطاقات المتجددة منحت له ثلاثة سنوات للتجربة كي لا تقترف الأخطاء. من جهته أفاد الخبير الدولي في الطاقة خالد بوخليفة، انه يجب التفكير في مستقبل الأجيال القادمة كون المحروقات هي طاقات زائلة والطاقات المتجددة من شأنها تعويض ذلك، مضيفا بان الحكومة وافقت على برنامج الطاقات المتجددة مستشيرة في ذلك خبراء الميدان لإبداء رأيهم عن هذه الطاقات في المديين المتوسط والطويل. وأوضح بوخليفة في هذا السياق، ان الجزائر كانت قد وضعت استراتيجيات من قبل في مجال الطاقات المتجددة، لكن مع الوقت ونظرا لتغير المناخ العالمي وجب التأقلم مع الوضع كل عشر سنوات، لأن هناك معطيات جديدة وزوال الطاقات القديمة مع ضرورة تزويد السوق المحلي بالطاقة، مشيرا إلى ان الأوروبيين يملكون الخبرة وهم بحاجة إلى الطاقات المتجددة لتغطية احتياجاتهم ونحن نملك الإمكانيات. وفي رد الخبير الدولي عن سؤال حول إمكانية توقيع بلادنا شراكة مع الأجانب في هذا المجال، قال انه ينبغي علينا رؤية التجارب في مجال الطاقات المتجددة، و التفكير فيما ينفعنا والدفاع عن المصلحة الوطنية قبل القيام بأي شراكة، لا سيما مع إنشاء مفتشية للطاقات المتجددة التي ستسهر على المشروع ووجود الكفاءات العلمية ومراكز البحث، مضيفا أنه لدينا وقت في البحث. وبالموازاة مع ذلك، استعرض بومحرة عبد العزيز مدير مركب رويبة لإنتاج صفائح الصور الضوئية النشاط الذي يقوم به مصنعه خدمة لبرنامج الطاقات المتجددة قائلا ان الطاقة الإنتاجية للمركب تتراوح من 115 إلى 120 ميغاواط سنويا وهو في المرحلة التقنية ونهاية الشهر سيدخل المصنع في شراكة. وأضاف بان مركب رويبة يستعمل التكنولوجيات الرائدة وبالتعامل مع باحثين ومختصين في الميدان، وان إنتاج الصور الضوئية واستخدامها مستقبلا سيسمح بتقليص 0,3 مليون طن من الانبعاثات الغازية سنويا.