ووري أمس جثمان المحامي امحند يسعد، الثرى بمقبرة بن عكنون بالعاصمة، بعد أن وافته المنية عن عمر يناهز 75 سنة، عائلة الفقيد وأبناء قريته بآيت عباس واسيف بتيزي وزو، إلى جانب عدد من الشخصيات الوطنية والسياسية الجميع كان حاضرا بقوة لتوديع الراحل والتذكير بخصاله الطيبة وروح الوطنية التي تميز بها طيلة سنوات من العطاء في مجال المحاماة والحياة السياسية. كانت الساعة تشير إلى الواحدة زولا، عندما وصل الموكب الجنائزي إلى مقبرة »زدك« ببن عكنون، حيث تسببت الجموع الغفيرة التي حضرت لتشيع جنازة الراحل امحند يسعد، في غلق حركة المرور على مستوى الطريق المؤدي إلى المقبرة، وفي جو مهيب قرأت الفاتحة على روح الفقيد. شخصيات سياسية ووطنية بارزة كانت حاضرة بقوة لتوديع امحند يسعد والإشادة بخصاله الطيبة ووطنيته الخالدة، على غرار الجنرال تواتي، الجنرال نزار، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني علي بن فليس، مولود حمروش، سيد أحمد غزالي، السعيد بوشعير، أمين زاوي، عبريكا، جمال العيدوني أمين نقابة القضاة وغيرهم من الشخصيات. بدورهم أبناء قرية الفقيد الذين لم تربطهم به صلة القرابة كانوا حاضرين بقوة، جاؤوا في حافلات استقلوها من بلدية آيت عباس واسيف بتيزي وزو، ليس إلا لنعي الفقيد الذي اعتبروه رمزا في الوطنية ويستحق الرثاء. عند الخروج من المقبرة لم يتردد الأستاذ سدراتي إبراهيم، الذي يشغل منصب رئيس بلدية دالي إبراهيم في التذكير بخصال الفقيد، حيث ذكر أنه وقف إلى جنبه عندما تقرر سحب الثقة منه على مستوى البلدية، وكان دائما يؤمن بالتغيير الذي سيأتي لا محالة، في تلك الفترة كان يقول إن إصلاح البلديات آت ولن يوقفه أي كان. من جهته قال الأستاذ علوش زبير إن الأستاذ امحند رمز من رموز الوطني. أما الأستاذ سفيان عمراني فقد حظي بمرافقته خلال الأشهر الأربعة والأخيرة قبل وافته، وأكد أن الراحل لم يتوقف ولا للحظة وهو في أسوء ظروفه الصحية في الكلام عن الجزائر ومصيرها. تصريحات هذا الأستاذ تجد لها سندا فيما قاله الأستاذ عبد المجيد سيليني الذي يرأس نقابة المحامين بالوسط، حيث أكد أن الفقيد رمز للاستقامة والوطنية والإخلاص، ويكفيه أنه كان أول من تحصل على لقب أستاذ بامتياز في الجزائر في القانون، بما أهله لتودع رسالة الدكتوراه التي تحصل عليها بمكتبة الكونغرس الأمريكي. ويشار إلى أن المحامي امحند توفي نهاية الأسبوع الماضي بباريس، بعد معاناة طويلة مع المرض. كان الفقيد عين من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على رأس اللّجنة الوطنية لإصلاح العدالة في أكتوبر 1999 وينتسب المحامي الراحل إلى المدرسة الكلاسيكية للحقوق والعلوم الإدارية، وكان معروفا عنه تحكمه الكبير في اللغة الفرنسية، كما أنه استطاع بالمقابل أن يتعلم العربية من أجل الدفاع عن المتهمين الجزائريين.