أكد أمس عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أنه متمسك مع الغاضبين من أعضاء اللجنة خدمة لمصلحة الحزب، لكنه في المقابل قال إنه لن يقبل بالمساومات ردا على ما اعتبره التعاطي غير الايجابي من الغاضبين مع مبادرته لتلطيف الأجواء ودعوتهم لحضور الدورة الطارئة للجنة المركزية التي ستعقد في 23 جويلية المقبل. لم يفوت الأمين العام للحزب العتيد فرصة اللقاء الذي جمعه أمس مع نواب الأفلان في المجلس الشعبي الوطني للكشف عن حيثيات مبادرته بزيارة الصالح قوجيل العضو السابق في أمانة الهيئة التنفيذية ونتائجها أمام النواب والصحافة، مشيرا إلى أن لقائه بالصالح قوجيل الذي تمّ في منزل هذا الأخير الجمعة الماضي كان بهدف ترطيب الأجواء وللاستماع إلى مطالبه والمجموعة التي يمثلها من أعضاء اللجنة المركزية. حسب ما جاء على لسان بلخادم فإن مطالب قوجيل تلخصت في القصة المعادة والمكررة والتي سبق لهم التعبير عنها عبر الصحف، وهي تطهير اللجنة المركزية من الذين يعتبرونهم غير مؤهلين لعضويتها وإعادة النظر في عملية تجديد الهياكل في بعض المحافظات وإعادة النظر في تشكيلة المكتب السياسي، وأنهم طالبوا بفوج عمل مشترك يقوم بعملية تطهير اللجنة المركزية، وأكد بلخادم أنه أوضح له أنه يرفض أي عمل يقام خارج اللجنة المركزية وأنه طلب منهم حضور الدورة الطارئة وعرض كل مقترحاتهم عليها لأن أي خروج عن اللجنة المركزية هو ضرب لكل شرعية وهو خروج عن كلّ ما تم منذ المؤتمر التاسع، وعلق بلخادم بالقول »من نحن حتى نصفي ونطهر؟ المؤتمر انتهى«. وأضاف بلخادم أنه لم يتلق ردا يومها من الصالح قوجيل الذي قال إنه بادر بلقائه لأنه مجاهد وقيادي قديم في الأفلان وقيادي، إلا أن هذا الأخير ومثلما أوضح بلخادم، قال له إنه يفضل العودة لاستشارة من وصفهم »جماعته«، موضحا أنه وبعد اللقاء الذي جمع قوجيل بعبد الكريم عبادة وعبد الرزاق بوحارة ومحمد بوخالفة، فإن الانطباع الذي نقله بعض إطارات الحزب الذين التفوه تؤكد أن الجماعة فضلت العودة إلى ما اعتبره بلخادم المربع الأول، مضيفا بالقول مع ذلك لن أعتبر هذا الموقف نهائي منهم وأنا مصر على ترك الباب مفتوحا أمامهم قائلا »أؤمن بالحوار في حدود المصلحة العامة للحزب ولكننا لن يقبل بالحوار الناتج عن مساومة«. وجدد بلخادم رفضه لأي عمل يتم خارج اطار اللجنة المركزية، قائلا لسنا ضد مساعي عودتهم مجددا إلى اللجنة المركزية، ليطرحوا ما شاءوا من أفكار داخلها أما إن كانوا متمسكين بالعمل خارجها أقول لهم »لم تعد هناك أي وصاية على الأفلان«. وعاد بلخادم لتذكير قوجيل أن منهم من ترأس اللجان التي حضرت المؤتمر وساهموا في أشغال المؤتمر وحضروا وأشرفوا على عملية انتخاب اللجنة المركزية وشاركوا في اجتماعها الأول ولم يعلنوا موقفهم إلا بعد تعيين أعضاء المكتب السياسي، مشيرا إلى أن حزب بحجم الأفلان لا يمكن أن يسير بطريقة تسيير الثكنات لكنه في الوقت نفسه هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، معتبرا إقدام مجموعة قوجيل على تنصيب هياكل موازية معتبرا هذا العمل بمثابة خط فاصل ينقل الحزب من الاستقرار إلى الفوضى ومن الأخلاق إلى الخسة.