أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس استعداده لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل »في أي لحظة«، في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته على دعوة أوروبية للاجتماع مع عباس لاستئناف هذه المفاوضات. ففي العاصمة الكولومبية بوغوتا، قال عباس -أثناء حفل نظمته رئيسة بلديتها كلارا لوبيز وأعلنته خلاله مواطن شرف في بوغوتا- »نحن نؤيد مفاوضات سلمية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل«. وأضاف »نحن على استعداد في كل لحظة للعودة إلى طاولة المفاوضات إذا كان لدى إسرائيل الاستعداد نفسه«. واعتبر عباس أن طلب الاعتراف بدولة فلسطين في الأممالمتحدة لا »يتناقض« مع هذه المسيرة. وكان عباس -الذي يقوم بجولة في أمريكا اللاتينية لحشد الدعم لطلب منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة- قد أعرب عن تأييده لاستئناف سريع للمحادثات كما اقترحت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط (الولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي). وكولومبيا -التي وصلها عباس مساء الأحد- هي أحد الأعضاء غير الدائمي العضوية في مجلس الأمن حاليا، وتعارض الاعتراف بدولة فلسطين من دون مفاوضات مسبقة مع إسرائيل. والفلسطينيون الذين يقولون إن ثمانية أصوات من أصل 15 تؤيد طلبهم في المجلس، يقومون حاليا بحملة للحصول على دعم إضافي وخصوصا من كولومبيا، الحليف القريب من واشنطن في أمريكا اللاتينية،حيث أجرى عباس أمس محادثات مع الرئيس خوان مانويل سانتوس. يشار إلى أن كولومبيا هي الدولة الوحيدة في أمريكا اللاتينية -بالإضافة إلى المكسيك- التي تعارض الطلب الذي تقدم به عباس بانضمام دولة فلسطين كعضو كامل في الأممالمتحدة على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وكان الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أعلن السبت الماضي أنه لن يغير موقف بلاده المعارض للمسعى الفلسطيني خلال زيارة عباس. وأكد في بيان أن كولومبيا تدعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وتتمنى أن يكون ذلك نتيجة اتفاق بين الأطراف حتى يتمكنوا فعلا من أن يعيشوا بسلام، مكررا حجة الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وتعارض الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشدة المسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة، وتؤكدان أن أي اعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون نتيجة مفاوضات ثنائية مع إسرائيل. وفي هذه الأثناء قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن الأخير وافق الاثنين الماضي على دعوة الاتحاد الأوروبي للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مسعى لاستئناف محادثات السلام. وجاء في البيان أن نتنياهو أبلغ مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون -في اتصال هاتفي- بأنه »يسعده الاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في أي وقت«. وكانت آشتون أكدت عزمها دعوة الفلسطينيين والإسرائيليين لبحث استئناف مفاوضات السلام في الأيام القادمة. وجاء إعلان آشتون بعد اجتماع في بروكسل للجنة الرباعية للوساطة في الشرق الأوسط التي تضم كلا من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة. وناقشت الرباعية الدولية ما ستفعله في المرحلة التالية لتشجيع الجانبين على استئناف مفاوضات »مكثفة« في أقرب وقت ممكن. ويطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن توقف إسرائيل جميع أنشطة البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة قبل أن يستأنف الفلسطينيون المحادثات، وأوضحت إسرائيل أنها غير مستعدة للقيام بذلك.