أعربت وزارة الخارجية، أول أمس، عن استيائها إزاء التصريحات »غير المقبولة« لعائشة القذافي، معتبرة على لسان الناطق الرسمي باسم الوزارة عمار بلاني أن عائشة القذافي قد انتهكت، وللمرة الثانية، قواعد الضيافة التي حظيت بها لدواع إنسانية في الجزائر. وقال عمار بلاني عبر صفحته في الفايسبوك: »نأسف لهذه التصريحات غير المقبولة، كما نأسف بشدة لقيام عائشة القذافي بانتهاك، وللمرة الثانية، قواعد الضيافة التي حظيت بها لدواع إنسانية في الجزائر«، وأضاف عمار بلاني أن »عائلة القذافي ضيفة الجزائر لفترة زمنية محدودة، كما أكدته سابقًا وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، وسنقوم بدراسة كل العواقب الناجمة عن هذا التجاوز الجديد، لواجب التحفظ الذي يفرضه وضع أعضاء هذه العائلة في الجزائر«. وتشير تصريحات بلاني إلى الإجراءات التي قد تتخذها الجزائر ضد عائلة القذافي المتواجدة على أرضها جراء هذه التصريحات العدائية التي أدلت بها ابنة القذافي ضد لمجلس الانتقالي، والحكومة الليبية الجديدة التي سبق وأعلنت الجزائر استعدادها الكامل للتعامل معها بما يمليه حق الجوار، والعلاقات التي تربط بين الشعبين وبين الحكومتين عبر التاريخ. ويأتي رد فعل الجزائر الرسمي بعد أيام قليلة على تصريحات عائشة القذافي التي بثتها قناة الرأي التي تبث من سوريا والمعروفة بولائها لنظام القذافي، والتي حرضت من خلالها الليبيين على الثورة ضد الحكومة الليبية الجديدة، والثأر لمقتل والدها العقيد معمر القذافي، وقد أدت هذه التصريحات إلى وضع الحكومة الجزائرية في موقف محرج، خاصة وأن ابنة القذافي لم تلتزم بتحذيرات الجزائر السابقة لها باتخاذ إجراءات في حقها في حال قامت بالتصريح ضد الحكومة الليبية مجددا. وجدير بالذكر أن وزير الخارجية مراد مدلسي كان قد حذر عائشة القذافي من الإدلاء بتصريحات إعلامية من أرض الجزائر، معتبرا ذلك تجاوزا واضحا لواجب الضيافة، وقد جاءت تحذيرات مدلسي على خلفية ما أثارته تصريحات عائشة القذافي السابقة من توتر في العلاقات بين الجزائر والحكومة الليبية الجديدة، خاصة وأن الطرفان يسعيان إلى إعادة ربط هذه العلاقات التي تأثرت بعدة ظروف إقليمية.