يرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور محمد هناد، أن هناك عدة أسباب قد تحول ضد حصول الإسلاميين في الجزائر على الأغلبية البرلمانية في التشريعيات القادمة، غير أنه اعتبر حظوظ هذا التيار ستكون أقوى من المحطات الانتخابية السابقة، رافضا إسقاط تجربة الدول العربية الأخرى مع الإسلاميين على الجزائر، نظرا للتجربة التي المريرة التي مرت بها الجزائر خلال المأساة الوطنية. لخص أستاذ العلوم السياسية محمد هناد، جملة من العوامل التي تحدد »حظ التيارات الإسلامية في الانتخابات المقبلة« حيث قال في اتصال هاتفي مع »صوت الأحرار« إنه رغم الحضور القوي للإسلاميين في الدول العربية الأخرى، والنتائج الانتخابية الايجابية التي حققتها، لا يعني أننا نسلم بانتقال الحملة الاسلاموية إلى الجزائر. وأوعز الدكتور ذلك إلى عدة أسباب لعل أهمها المأساة الوطنية التي مرت بها الجزائر خلال التسعينيات، كان أحد التيارات الإسلامية أهم متسبب فيها، وهي المأساة التي أعطت الدروس للشعب الجزائري وجعلته يفكر أكثر من مرة عند اختيار ممثليه، مضيفا أن »التشرذم الذي ميز الأحزاب الإسلامية وتفتتها« خاصة بعد ظهور عدة وجوه وأحزاب تنتهج هذا النهج، سوف يضعفها أكثر ما هي عليه الآن ويقلل من حظوظها في التشريعيات المقبلة. ومن بين الأسباب التي يرى الدكتور أنها ستحول بين وصول الإسلاميين في الجزائر إلى الحكم، هو مشاركة أحد رموز التيار في الحكم ممثلة في حركة مجتمع السلم التي كانت أحد أقطاب التحالف الرئاسي كما أن لها وزراء في الحكومة الحالية، وكذا حركة النهضة التي يشغل إطاراتها مناصب في الدولة. وحسب ما ذهب إليه الدكتور فإن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، سينافس هذه الأحزاب في وعائها الانتخابي إذا لعب ورقة الإسلاميين في الحملة الانتخابية القادمة، كما أن هناك عاملا نفسيا مهما لا يمكن إغفاله لدى المواطن الجزائري، وهو عدم تأثره بنتائج الانتخابات في الدول الأخرى. وفي التحليل الذي تناوله المختص في العلوم السياسية قال فيه إن الأحزاب الإسلامية ستعود بقوة مستبعدا حصولها على الأغلبية، مرجعا ذلك إلى كون أغلبية الرأي العام الجزائري لا يعتبرون الإسلاميين غايتهم الأولى.