أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في برقية تعزية بعث بها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر ومعها المغرب لتفقد بوفاة عبد الحميد مهري أحد رموز الأخوة والتضامن وحسن الجوار بين البلدين. وقال العاهل المغربي في هذه البرقية التي نشرت، أمس، بأن »الجزائر ومعها المغرب لتفقد بوفاة الراحل الكبير أحد رموز الأخوة والتضامن وحسن الجوار والوئام بين بلدينا الشقيقين وهو ما جسده الفقيد العزيز طيلة حياته ولا سيما بمشاركته في مؤتمر طنجة والمغاربي أو من خلال مهامه كسفير محنك للجزائر ببلده الثاني المغرب كما كان، رحمه الله، من رواد حركة التحرر والاندماج المغاربي«. وأضاف الملك محمد السادس أن برحيل الفقيد مهري فإن »الأمة العربية فقدت أيضا أحد أبنائها البررة الذين انشغلوا بقضاياها المصيرية وناضلوا من أجل وحدتها ونهضتها«. ويذكر أن الفقيد المجاهد عبد الحميد مهري وهو أحد الشخصيات الوطنية والتاريخية البارزة قد انتقل إلى رحمة الله الاثنين الماضي بالمستشفى العسكري لعين النعجة بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 85 سنة. وجاء في النص الكامل لبرقية العاهل المغربي ما يلي: »فقد علمت بعميق التأثر والأسى نعي المشمول بعفو الله ورضاه المرحوم عبد الحميد مهري تغمده الله بواسع مغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته. وبهذه المناسبة المحزنة - يقول الملك محمد السادس مخاطبا الرئيس بوتفليقة- أعرب لكم، ومن خلالكم لأسرة الفقيد وللشعب الجزائري الشقيق، عن أحر التعازي وأصدق المواساة في وفاة أحد القادة التاريخيين للثورة الجزائرية المجيدة الذين جمعوا بين الكفاح في سبيل حرية الجزائر واستقلالها والتفاني في بناء دولتها العصرية وبين العمل السياسي والدبلوماسي في مختلف مستوياته متحليا بالغيرة الوطنية الصادقة والإخلاص ونكران الذات في المهام والمسؤوليات التي تقلدها فكان من الذين يصدق فيهم عز من قائل: »من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا«. واستطرد الملك محمد السادس قائلا: »فالله تعالى أسأل أن يجزيه الجزاء الأوفى عما قدمه من تضحيات جسام وخدمات جليلة لوطنه وأمته وأن يتقبله في عداد الصالحين من عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان«. وخلص العاهل المغربي في برقيته إلى القول: »وإذ أشاطركم مشاعر الحزن في هذا الرزء الفادح الذي لا راد لقضاء الله فيه لأدعو العلي القدير أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء وأن يحفظكم من كل مكروه ويمتعكم بالصحة والعافية وطول العمر وأن يوفقكم في قيادتكم الحكيمة للشعب الجزائري الشقيق«.