أبلغ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نظيره المغربي العاهل محمد السادس، حرص الجزائر الدائم على تعزيز التعاون المشترك، كما أكد له اهتمامه البالغ بأن ترقى العلاقات الثنائية إلى ما هو أفضل مما هي عليه الآن وذلك لما يصبو إليه الشعبين، دون أن يغفل رئيس الجمهورية الإشارة إلى أن الجزائر تسعى دوما إلى تكريس علاقات تآخ وحسن الجوار مع المملكة المغربية. تأكيد رئيس الجمهورية على تمتين علاقات التعاون وحسن الجوار مع المملكة المغربية تضمنتها برقية تهنئة بعث بها أمس إلى العاهل المغربي بمناسبة إحياء بلاده الذكرى العاشرة لعيد العرش الذي يتزامن مع تولي محمد السادس تسيير شؤون المملكة، وهي البرقية التي جدّد من خلالها بوتفليقة حرصه واستعداده للعمل سويا على تمتين وشائج القربى وحسن الجوار ومد جسور التآخي والتعاون بين البلدين. وجاء في برقية الرئيس بوتفليقة "يروقني والشعب المغربي الشقيق يسعد باحتفائه بالذكرى العاشرة لعيد العرش المجيد أن أتقدّم لجلالتكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي بأخلص التهاني وأصدق التمنيات"، راجيا من الله العلي القدير "أن يحفظكم ويديم عليكم وعلى كافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة موفور الصحة والسعادة والهناء وأن يوفّقكم في مواصلة مسيرتكم من أجل تحقيق ما يصبو إليه الشعب المغربي الشقيق من رفاهية ورقي وازدهار تحت قيادتكم الرشيدة". وبالمناسبة حملت برقية بوتفليقة الكثير من الرسائل والإشارات التي تؤكد بأن الجزائر لا تعارض أن تكون علاقاتها مع الجارة المغرب أفضل مما هي عليه في الوقت الراهن، وعليه فإنه فقد أبلغ نظيره المغربي الحرص الكبير والاهتمام البالغ الذي توليه بلادنا لهذا الأمر، مضمّنا برقيته قوله: "وإذ أقاسمكم أفراحكم وأفراح الشعب المغربي الشقيق بهذه المناسبة الغالية علينا أغتنمها سانحة طيبة لأجدّد لجلالتكم حرصي واستعدادي الأكيد على العمل معكم على تمتين وشائج القربى وحسن الجوار ومدّ جسور التآخي والتعاون للرقي بعلاقاتنا الثنائية نحو الأفضل بما يخدم المصلحة المشتركة لبلدينا وشعبينا الشقيقين". وفي المقابل لم يخف الرئيس بوتفليقة إعجابه بما حقّقه الشعب المغربي خلال السنوات العشرة الأخيرة تحت قيادة الملك محمد السادس، حيث أورد في رسالته قوله: "إننا في الجزائر نتابع بإعجاب مسيرة البناء والتشييد التي يشهدها المغرب الشقيق في عهدكم السعيد وما تحقق بفضلها من إنجازات ومكتسبات كبيرة في كافة المجالات ينعم بمنافعها أبناء شعبكم العزيز". وقد أرجع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الطفرة التي تحقّقت بالمملكة المغربية إلى السياسة الرشيدة التي تبناها محمد السادس منذ توليه العرش من خلال تأكيده "إن هذه الطفرة الإنمائية التي حقّقها بلدكم لدلالة على الجهود الميمونة التي ما فتئتم تبذلونها منذ تربعكم على العرش وعلى إصراركم ورعايتكم الشخصية لتجسيد طموحات وآمال شعبكم والارتقاء به إلى أعلى منازل التقدم والرفاه". وإذا كانت برقية التهنئة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة إلى العاهل المغربي أمر طبيعي على أساس أنه معمول بها في التقاليد الدبلوماسية، فإنها من جهة أخرى تأتي في وقت لا تزال فيه العلاقات بين البلدين الجارين تعرف نوعا من الفتور، خصوصا أمام المطالب الملحة والمتكرّرة للسلطات المغربية من أجل فتح الحدود المغلقة منذ 1994 بالإضافة إلى القضية الصحراوية التي لا تزال هي الأخرى تشكل، من وجهة نظر المغاربة، حجر العثرة في حل الخلافات غير المعلنة، رغم أن الجزائر أكدت في أكثر من مناسبة وعلى لسان العديد من الجهات الرسمية أن لا مشكلة لها مع المملكة المغربية وأن فتح الحدود من جديد مرتبط بالعديد من المتغيرات والشروط التي لم تتوفّر بعد. للإشارة فإن رئيس الجمهورية والملك محمد السادس على اتصال دائم خصوصا عبر الهاتف، ولا تفوتهما مناسبة إلا وتبادلا التهاني وكذا الاستشارات في بعض القضايا التي تهم البلدين، وقد كان آخر اتصال بينهما في السادس من شهر جويلية الجاري عندما تقدّم العاهل المغربي للرئيس بوتفليقة بتعازيه وتعازي شعبه إثر فقدانه والدته رحمها الله.