لم يمر قرار قادة الأحزاب الإسلامية الثلاثة، أو »تكتل الجزائر الخضراء«، وهي حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح، القاضي بدخول الانتخابات التشريعية القادمة بقوائم موحدة، بردا وسلاما على قواعد »حمس«، الإصلاح والنهضة، وبالأخص حركة مجتمع السلم، وإنما خلق حالة من التململ في صفوفها وصل إلى حد تهديد مناضلين بالتصويت الانتقامي، مما قد يقوّض الأهداف المرجوة من تحالف »الجزائر الخضراء« حسب مهندسيه. أفرزت المعطيات المتعلقة بتقسيم رؤوس القوائم الانتخابية في إطار تحالف الجزائر الخضراء الذي يضم ثلاثة أحزاب إسلامية هي النهضة والإصلاح و»حمس«، واقعا جديدا ومغايرا لما سطر من قبل قادة الأحزاب الثلاث، حيث اتسعت رقعة الاحتجاجات في صفوف القواعد النضالية لكل من »حمس« والنهضة على وجه التحديد، فيما تبدو الإصلاح أكثر المستفيدين من التحالف باعتبارها تعيش على وقع أزمة تنظيمية حادة منذ أشهر عديدة. ففيما يخص حركة مجتمع السلم، فقد عبر مناضلو الوادي، بسكرة، وهران، الشلف، جيجل وميلة عن عدم رضاهم على الحصص التي عادت إلى الحركة، لكن أيضا العديد من الولايات تعيش على وقع غضب وتململ كبيرين، كما هو الحال بالنسبة لولايات الأغواط والجلفة والمسيلة. ويتصدر قائمة المحتجين في حركة أبوجرة سلطاني، رؤساء مجالس الشورى الولائية وبعض الإطارات التي ترى أنها قدمت الكثير للحركة، سيما في وقت الأزمة التي عصفت بالحركة اثر انشقاق جماعة عبد المجيد مناصرة وتشكيلها حزبا سياسيا منافسا للحركة في مرجعيتها ومستنزفا لكوادرها الوطنية والمحلية. أما إطارات حركة النهضة على المستوى المحلي والولائي، فهناك العديد منهم من يعيش على وقع القلق والغضب جراء استبعادهم من الترشح وخوض غمار التشريعيات بسبب معطيات تقاسم الولايات الذي أفرزه التحالف. ويرى هؤلاء حسب حديث بعضهم ل»صوت الأحرار« أن الطريقة التي اعتمدت في تقسيم حصص كل حركة مجحف في حق النهضة وكوادرها على اعتبار أن الحركة كان بإمكانها تحقيق نتائج طيبة بعيدا عن التحالف، ويخشى هؤلاء من نتائج سلبية متوقعة بسبب نظرة المواطنين لحركة »حمس« التي تشارك في السلطة والحكومة وكانت ضمن تحالف رئاسي متهم بالفشل في تسيير الشأن العام. هذا وتبقى حركة الإصلاح الوطني على ما يبدو المستفيد الأول من تحالف الجزائر الخضراء بالنظر إلى الأزمة التنظيمية التي عاشتها الحركة بين جناحي ميلود قادري الذي يدّعي الأمانة العامة للحركة وحملاوي عكوشي الأمين العام، فضلا عن هذا فإن استقالة الأمين العام السابق لحركة الإصلاح جمال بن عبد السلام وتأسيسه جبهة الجزائرالجديدة بفضل كوادر وإطارات محلية لحركة الإصلاح والتحاق بعض من مناضلي الحركة كذلك بجبهة العدالة والتنمية لعبد الله جاب الله، كلها معطيات جعلت حركة الإصلاح تستفيد من تحالف الجزائر الخضراء وتغطي عن مشاكلها الداخلية. ومن هذا المنظور واستنادا إلى هذه المعطيات الميدانية، يذهب متتبعون إلى القول أن تكتل الجزائر الخضراء لن يحقق الأهداف المرجوة منه وهي الفوز الساحق للإسلاميين في الانتخابات المقبلة، في حين ترجح ذات المراجع أن يحقق حزب عبد الله جاب الله جبهة مناصرة نتائج أفضل من التحالف وهما الحزبين الإسلاميين الذين لم يدخلا التحالف الثلاثي.