أعرب المترشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا هولاند عن إرادته في تسوية نهائيا كل النزاعات حول الماضي الاستعماري بين الجزائروفرنسا. وأدان هولاند الاستعمار بوضوح وشدة، كما أبدى إرادته في حالة انتخابه رئيسا لفرنسا في تسوية نهائيا كل النزاعات حول الماضي بين البلدين، مشيرا إلى أن التاريخ المشترك بين الجزائروفرنسا متعثر منذ الاستقلال. تأتي تصريحات فرنسوا هولاند، قبيل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في فرنسا، يوم 22 أفريل 2012، حيث اشتد التنافس بين المترشحين، وبالنسبة لفرنسوا هولاند فإن الاستثمار في ورقة الاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية قد يعود عليه بكثير من الفائدة، بالنظر إلى أن الجالية الجزائرية هي الأولى في فرنسا، كما أن منافسه اللدود وهو نيكولا ساركوزي يرفض الاعتراف عن ما قام به الآباء حسب ما صرح به مرارا، وهو الموقف الذي بإمكانه أن يكلف هذا الأخير خسارة عدد كبير من أصوات الناخبين. وقد اعترف هولاند أن الذاكرتين الجماعيتين للجزائر وفرنسا تتميزان بجروح تعود إلى ماضي مميت وأن العلاقات التي تربطهما تمتد جذورها في الأعماق وأن المبادلات الطبيعية والإنسانية لم تتوقف يوما ما. وقال هولاند »يجب على فرنساوالجزائر أن تقوما بعمل مشترك حول الماضي لتسوية ما يعرف بحرب الذاكرات«. وأضاف أنه اليوم بين اعتراف لم يتم الإدلاء به ونسيان مذنب، هناك رؤية واضحة مسؤولة عن ماضينا الاستعماري والتفاتة واثقة نحو المستقبل. ويجب علينا أن نقوم بهذا العمل حتى تهدأ ذاكرات سلفنا ومن أجل شبابنا كذلك لأن عمل الذاكرة لن يكتسب كل دلالاته إلا إذا كان وعدا للمستقبل. وكان عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد أبدى استغرابه خلال الندوة التي شارك فيها بمرسيليا، الفرنسية، حول » الثورة الجزائرية، خمسون سنة بعد الاستقلال«، والتي حملت عنوان، »البحر الأبيض المتوسط، تاريخ مشترك؟«، لما يحظى به الاستعمار من مدح، لا سيما من خلال قانون 23 فيفري الذي يمجده، والذي كان بمثابة منحة للمجرمين وفتح جراح لم تندمل بعد، كما كسر ديناميكية كانت تنبأ بالخير الكثير في العلاقات الجزائرية الفرنسية وحال دون توقيع اتفاقية الصداقة، ليؤكد أن الجزائر من وجهة نظر الأفلان مستعدة لدفع التعاون مع فرنسا وكل دول الحوض المتوسط وبالمقابل فإن الشعب الجزائري يتساءل لماذا تعترف فرنسا بالمحرقة ولا تعترف بجرائمها المرتبكة بالجزائر. ويشار إلى أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية لسنة 2012 ستقام في 22 أفريل الجاري والمرحلة الثانية في 6 مايو المقبل إذا لم يتخطى أحد المرشحين نسبة ال 50 بالمائة في المرحلة الأولى، وستسفر هذه الانتخابات إما عن استمرار الرئيس الفرنسي فرانسوا ساركوزى أو تولى أحد المرشحين الآخرين الرئاسة خلفا له لمدة خمس سنوات، علما أن انتخابات 2012 هي الانتخابات العاشرة في الجمهورية الخامسة.