تزايدت حدّة الاشتباكات المسلحة في ليبيا حيث جرت مواجهات مساء أول أمس في كل من العاصمة طرابلس وفي مدينة زوارة غربي البلاد، بينما زار رئيس الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب برفقة رئيس أركان الجيش مدينة سبها في الجنوب عقب النزاع بين القبائل العربية وقبائل التبو. وقال الكيب إن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في القتال الذي استمر أكثر من أسبوع، وأكد أن الاعتداء على أرواح المواطنين مهما كان عرقهم يعتبر خرقاً للقانون، وأن الحكومة لن تتساهل مع هذه الانتهاكات. وتُعتبر هذه المعارك هي الأحدث في سلسلة اشتباكات تسلط الضوء على حالة عدم الاستقرار في ليبيا، والتي تهدد بتقسيم البلاد على أسس قبلية منذ أن أنهت انتفاضة العام الماضي حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وذكرت تقارير إعلامية، أن اشتباكات وقعت بين ثوار مسلحين بأسلحة خفيفة في منطقة جنزور غربي العاصمة طرابلس، كما دارت اشتباكات أخرى بين ثوار مدينتي زوارة ورقدالين غرب البلاد بعد اختطاف قوة من حرس الحدود من أبناء زوارة. ووصل وفد من وزارة الدفاع الليبية إلى زوارة لبحث سبل وقف الاشتباكات التي استخدمت فيها قذائف المورتر والدبابات والبنادق الأوتوماتيكية ونيران المدافع المضادة للطائرات، والتشاور مع المجلسين المحلي والعسكري في المدينة، وقام المسؤولان بجولة في المدينة التقيا خلالها طرفي النزاع. في سياق متصل، قال مصدر رسمي تونسي، إن الآلاف من الليبيين بدؤوا التدفق على تونس إثر تدهور الأوضاع الأمنية في بلادهم بسبب تزايد المواجهات المسلحة بين الثوار، وذكرت الإذاعة التونسية الرسمية أن المعبريْن الحدودييْن التونسييْن رأس اجدير والذهيبة سجلاّ حركة كبيرة منذ تجدد المعارك بين مقاتلين من مدينتيْ زوارة وجميل في غرب ليبيا على الحدود مع تونس، وأشارت إلى أن تدفق الليبيين الذي بدأ منذ الأحد على تونس، تطوّر بشكل لافت على مستوى معبر رأس اجدير، حتى تراوح عدد الوافدين الليبيين بين 10 آلاف و12 ألف مسافر خلال 24 ساعة.