أكّد أمس وليد المعلم وزير خارجية سوريا، خلال لقائه بنظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، سحب دمشق لبعض من قواتها من عدة مدن وفقا لما تقرّه خطة السلام التي توسطت فيها الأممالمتحدة لإطفاء فتيل العنف الذي ناهز العام. ووصف المعلم المحادثات جمعته ولافروف، بالبناءة، موضحا أنها تركزت حول سبل إنجاح مهمة المبعوث الأممي العر بي المشترك كوفي عنان، وأن وجهات النظر بين الجانبين كانت متقاربة. وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف، إنه شرح للوزير لافروف الخطوات التي قامت بها الحكومة السورية لإظهار حسن النية تجاه خطة عنان ذات النقاط الست، مشيرا في الوقت عينه إلى أن دمشق سحبت بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات تنفيذا للبند »س« من الخطة، كما سمحت لأكثر من 28 وسيلة إعلامية بالدخول الى سورية منذ 25 مارس الماضي. من جانبه، قال سيرغي لافروف، إن اللقاء الذي جمعه مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو جاء في لحظة حاسمة بالنسبة لسوريا ولمنطقة الشرق الأوسط برمتها، وأضاف في ختام مباحثاته مع المعلم، أن إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا له أهمية محورية في إنجاح مهمة عنان، ثقة منه في أن مسعاهم، سيكلّل بوقف موجة العنف، مذكرا أن بلاده ومنذ بداية الأزمة في سوريا، دعت إلى وقف العنف وترك مسألة تقرير المصير للسوريين أنفسهم وحل القضايا الداخلية من خلال الحوار الشامل بدون أيّ تدخل خارجي، منذ بدأ الأزمة المستمرة منذ أكثر من عام والتي حصدت أرواح بضعة آلاف من المدنيين والعسكريين. إلى ذلك، قال اللواء المنشق مصطفى الشيخ، الذي يعتبر من أبرز قادة الجيش السوري، والذي يتزعم حاليا مجلسا عسكريا يحاول تنظيم المقاومة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد، إن توجيه ضربات جوية ضد القوات السورية هو السبيل الوحيد لتجنب حرب أهلية طويلة، وأشار ذات المتحدث، أن القوى الغربية والإقليمية التي تبحث كيفية دعم الانتفاضة المستمرة منذ عام ضد النظام، يجب أن تتخلص من عزوفها عن القيام بعمل عسكري وأن تفكر في توجيه ضربات جوية لإنهاء حكم النخبة العلوية، معتبرا أن ذلك كفيل بحفظ هيكل القوات المسلحة، والتقليل من إراقة الدماء أكثر من تسليح المعارضة مثلما تدعو السعودية ودول خليجية أخرى. واستطرد ذات المتحدث قائلا، إن الأمر لن يحتاج إلى حملة جوية طويلة، إذ أن 70 في المائة من الجيش السوري لم يعد يعمل بالفعل، كما لفت الأنظار إلى أن الجنود السنة يشكلون غالبية الجيش، ويوجد عشرات الآلاف منهم في الثكنات، في حين أضاف أن الضربات الجوية ستكون رسالة إلى الشعب السوري بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه فعلا. أمّا وبخصوص الوضع الميداني في سوريا، وقبيل ساعات فقط من انتهاء المهلة التي حدّدها عنان، ارتفعت أمس، وتيرة أعمال العنف في سوريا، وأسفرت عن سقوط 160 قتيلا، في اشتباكات دامية بين القوات النظامية السورية ومقاتلي الجيش الحرّ، معظمهم في ريف حماة وحلب وحمص، وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا، الجيش صعّد من عملياته العسكرية في عدة مناطق، بينما أشار نشطاء إلى وقوع »مجازر« في بلدتي اللطامنة بريف حماة وتل رفعت بريف حلب، ومدينة حمص راح ضحيتها عشرات الأطفال والنساء.