اعتصم صبيحة أمس سكان حي 369 مسكن بمدينة سيدي بلعباس احتجاجا على ما وصفوه ب "الحقرة والتسيب" بعد أن أدارت السلطات ظهرها لكل تظلماتهم وبعد أن زاد المقاول من تعنته بعد أن حول هدوء الحي إلى فوضى واستولى، حسب السكان، على ملكية عمومية دون ترخيص. فاطمة.ع أصبحت وضعية العائلات التي تقطن بحي 369 سكن "بلابريمار" لا تطاق لأنها لم تلق العناية اللازمة من طرف المسؤولين والتفاتة السلطات المحلية لمعالجتها ، الأمر الذي دفع بالسكان للجوء إلى الاعتصام كخطوة أولى للمطالبة بمعالجة الوضع. ولم تف الشكاوى العديدة المرسلة إلى والي سيدي بلعباس والتي يسأله السكان من خلالها التدخل لمنع المقاول من التمادي في تجاوزاته والتعدي على راحتهم، فحسب ما جاء في فحوى الشكوى التي بعث بها السكان إلى رئيس الجمهورية فإن الحي أضحى ورشة بناء لا تنتهي بها الأشغال رغم مرور سنوات عن استلامهم سكناتهم، فبعد أن كان من المقرر انجاز مشروع 80 مسكنا تساهميا على أن ينتهي في بضع أشهر إلا أن هذا المشروع أخد يتوسع دون أن يراعي المقاول المكلف بالإنجاز المقاييس المتفق عليها. وقد استولى دون تسريح من المصالح المعنية على المساحة الخضراء المخصصة للحي لبناء عمارة أخرى ثم تمادى إلى أبعد من ذلك كونه منع مقاول آخر مكلف بترميم أرصفة الحي من العمل حيث أراد الاستيلاء على المساحة في ظل تغاضي المسؤولين المحليين عن تجاوزاته. كما أصبح المقاول "المغضوب عليه" يطبق سياسته الخاصة ضاربا عرض الحائط كل تظلمات المقيمين بالحي، فقد استولى على قطعتي أرض لإنجاز عمارات أخرى مما ضيق الخناق على العمارات المجاورة لها، وأصبح البنيان المرصوص يشوه الوجه المعماري للحي، كما حرم الأطفال من ملعب كرة القدم المخصص لهم والذي حوله إلى ورشة بناء أخرى. وما زاد من معاناة سكان الحي لوازم البناء التي تسببت في تطاير الغبار في كل مكان وتلوث الجو، ضف إلى ذلك الانقطاع المتكرر للكهرباء، أما الشاحنات التي تجوب الطرقات على مدار اليوم فتكثر الضجة وتسببت في تصدع جدران الشقق، كما أن الشغال التي تأخرت كثيرا أخرت تبليط الشوارع وهذا ما يصعب على السكان عبورها بسبب كثرة الأوحال في فصل الشتاء و انتشار الغبار في فصل الصيف. ويؤكد المشتكون أنهم تقدموا للوالي خلال زيارته الأخيرة لحيهم وأطلعوه بالوضعية المزرية التي لم يجدوا لها منفرجا مع المقاول المتعنت، وقد وعد هذا الأخير تحت ضغط الوالي بإصلاح الأوضاع وترميم الأرصفة وإنهاء الأشغال في أقرب الآجال إلا أن الأقوال ذهبت مع مهب الريح بعد ذلك.