تناول منتدى الإعلام العربي موضوعا حمل عنوان» الثورات تعيد رسم خريطة النُخب«ضمن فعاليات اليوم الأول للدورة الحادية عشرة ،وقع الثورات العربية على بعض أنظمة الحكم في عدد من الدول العربية والذي أدى إلى بروز بنىً نُخبوية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما كشف الحراك السياسي والاجتماعي عن مدى بعد المسافة بين الواقع المعاش وعالم النُخب. قال عبد الله الغذامي إننا لا نزال في المرحلة الانتقالية، حيث إن المثقف النخبوي يعيد التعرف على نفسه والشارع العربي يعبر عن غضبه، ولكن علينا قراءة ما يجول في خاطر هذا الجيل المتحمس قراءة صحيحة وسليمة بالمفهوم الثقافي وليس الإيديولوجي. ومن جهته، أوضح غانم النجار إن ما حدث يمثل حراكاً جديداً أدى إلى تغيير قواعد اللعبة السياسية، وتساءل عن دور النخبة قبل الحراك الشعبي، مشيراً إلى أن » هذه الحركة هي بداية ثورة ستأخذ مجراها وتصبح القضية الحقيقية هي سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان لنسير نحو الديمقراطية«. وشدّد خيري منصور على أن تسمية الثورة لا يجب أن تكون الربيع العربي بل خريف النظم التي سقطت، وأضاف أن النخب بدت ضائعة بين الدولة والناس، مشيرا إلى ضرورة تسليط الضوء على النخب الأساسية. وتطرقت النقاشات خلال الجلسة أيضاً إلى تأثيرات المتغيرات في بنية النُخب العربية ومدى استيعاب النُخب الصاعدة للدروس والعبر وواقع تأثير النُخب التي بدت نسبة كبيرة منها قد فقدت مصداقيتها وتأثيرها بالإضافة إلى موقف الرأي العام من النُخب الجديدة. وقد شهد اليوم الأول من منتدى الإعلام العربي حضور ما يزيد على 2000 شخص، منهم 400 ضيف من خارج الإمارات العربية المتحدة، بزيادة بنسبة 43% عن السنة الماضية. وشارك في الجلسة التي أدراها الإعلامي جميل عازر، من قناة الجزيرة، كل من عبد الله الغذامي، أستاذ النقد والنظرية بقسم اللغة العربية، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، وغانم النجار، أستاذ العلوم السياسية، جامعة الكويت وخيري منصور، كاتب، الأردن ومريم لوتاه، أستاذ مساعد، قسم العلوم السياسية، جامعة الإمارات العربية المتحدة والطاهر لبيب، أستاذ علم الاجتماع، تونس وتميم البرغوتي، كاتب وأستاذ في علوم سياسية. يذكر أن منتدى الإعلام العربي نجح خلال الدورات العشر الماضية في ترسيخ مكانته كتجمع سنوي رائد للإعلاميين العرب حيث يتيح لهم فرصة اللقاء والتحاور حول شؤون الإعلام العربي، والتعرف على التجارب الدولية الناجحة، والسعي لاستشراف آفاق مستقبل صناعة الإعلام، مما يعكس قدرة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة وتنظيم المحافل الرفيعة المستوى التي تحظى باهتمام كبير من وسائل الإعلام العالمية.