أعلنت مصادر من شمال مالي، أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد وحركة أنصار الدين اتفقتا على الاندماج وإنشاء دولة إسلامية في شمال البلاد. وقال سكان إنهم سمعوا دوي إطلاق نار في شتى أنحاء مدينتي غاو وتمبكتو ابتهاجا بوصول أنباء تفيد التوصل إلى الاتفاق .ويأتي ذلك الاتفاق تأكيدا لما كشفه رئيس المكتب السياسي للحركة الوطنية لتحرير أزواد مطلع الشهر الجاري، عن اتفاق مبدئي بين حركته وحركة أنصار الدين ينص على تطبيق الشريعة الإسلامية بشمال مالي مع اندماج الأخيرة في دولة أزواد المعلنة في أفريل الماضي .وحسب ما أعلنه رئيس المكتب السياسي محمود أغ عالي، فإن الاتفاق شمل ثلاثة بنود تتعلق باتفاق مبدئي لدمج حركة أنصار الدين داخل مشروع دولة أزواد -المرفوضة دوليا وإقليميا -والموافقة على تطبيق معتدل لأحكام الشريعة الإسلامية في أزواد، إضافة إلى إبعاد جميع الحركات المسلحة (الجماعات الجهادية) عن دولة أزواد .وقد يؤدي هذا الاتفاق بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي سبق أن أعلنت رغبتها في إقامة دولة علمانية مستقلة في الشمال، وجماعة أنصار الدين السلفية المرتبطة بالقاعدة التي كانت تريد فرض تطبيق الشريعة الإسلامية في كل أنحاء مالي، إلى تعقيد الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد الانقلاب الذي وقع في مارس وإغراق البلاد في حالة من الفوضى .وأطاح انقلاب عسكري في 22 مارس الماضي بحكم الرئيس أمادو توماني توري بعد اتهامه بالفشل في صد هجوم المتمردين الطوارق الذي بدأ في جانفي في شمال مالي .يشار إلى أن حركة أنصار الدين تتقاسم مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد السيطرة على مناطق إقليم أزواد الذي أعلنته الحركة الأخير دولة مستقلة، في حين تهدد الحكومة المالية والدول الإفريقية المجاورة لها بالتدخل العسكري في الإقليم إذا رفضت الحركات المسيطرة عليه الحوار وامتنعت عن إعادة الأمور إلى ما كانت عليه.