نفت سوريا مجددا أمس أن تكون سعت إلى إقامة مفاعل نووي في منطقة دير الزور بالتعاون مع كوريا الشمالية، متهمة الولاياتالمتحدة بالترويج "لمزاعم باطلة"، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أن "كل المزاعم التي تروج لها الولاياتالمتحدة بهدف تبرير العدوان الإسرائيلي على موقع الخبر ولثني بعض الدول عن دعم ترشيح سوريا لمقعد في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي مزاعم باطلة". وأضاف المصدر أن "سوريا لم تعمل على إقامة مفاعل نووي بالتعاون مع جمهورية كوريا الديموقراطية وهي ملتزمة بمعاهدة منع الانتشار النووي وسجلها في التعاون مع الوكالة يشهد على ذلك". وأكد المصدر أن "سوريا كانت قد توصلت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مذكرة تفاهم نصت على قيام وفد الوكالة بزيارة موقع الخبر الذي قصفته إسرائيل ولمرة واحدة".وتابع أن سوريا "نفذت ما التزمت به في هذا الصدد، وكانت أكدت أيضا انه إذا كان لدى الوكالة بعد قيام وفدها بزيارة الموقع أسئلة استيضاحية أخرى فبإمكانها تزويد الجانب السوري بها للإجابة عنها". وكلام المصدر "جاء تعقيبا على ما تناولته بعض وكالات الأنباء بشأن زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية" لسوريا.وكان وفد من مفتشي الوكالة الدولية تفقد في جوان الفارط موقع الخبر في دير الزور للتحقق من مشروع لبناء مفاعل نووي سري، قالت الولاياتالمتحدة وإسرائيل انه يتم بالتعاون مع كوريا الشمالية. وكان الطيران الإسرائيلي دمر الموقع المذكور في غارة شنها في سبتمبر 2007.ونفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن تكون بلاده تعمل على برنامج نووي سري، وذلك بعد أسبوع من زيارة خبراء الوكالة الدولية بلاده. من جهة أخرى وصل رئيس البرلمان الأوروبي هانز غيتر بوتورينغ إلى دمشق أمس قادما من بيروت عن طريق البر في زيارة تستغرق أربعة أيام لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين تتركز حول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.وستبدأ محادثات بوتورينغ مع المسؤولين السوريين اليوم الأحد حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ونظيره رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش كما سيلتقي وزير الخارجية وليد المعلم. وقال مصدر سوري أن المحادثات ستتركز حول آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة وبخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق والعلاقات السورية اللبنانية وعملية السلام على المسار السوري الإسرائيلي في ضوء المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين برعاية تركيا والدور الذي يمكن ان يلعبه الاتحاد الأوروبي في دفع عملية السلام في المنطقة إضافة إلى بحث العلاقات السورية الأوروبية. وفي المجال الاقتصادي قال المصدر أن محادثات المسؤول البرلماني الأوروبي مع نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبدالله الدردري ستتركز حول العلاقات الاقتصادية بين سوريا ودول الاتحاد الأوروبي واتفاقية الشراكة السورية الأوروبية وإمكانية التوقيع عليها بشكل نهائي حيث تم التوقيع عليها بالاحرف الاولى عام 2004 وتعثرت نتيجة لظروف سياسية. ومن جهته قال بوترينغ في تصريح صحافي انه سيبحث مع المسؤولين السوريين المواضيع المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وسوريا والقضايا التي تهم الجانبين.وأضاف أن زيارته إلى سوريا تأتي في سياق جولة له كرئيس للبرلمان الأوروبي على دول حوض البحر المتوسط والدول الاورومتوسطية.ذ ومن جانبه أكد رئيس مجلس الشعب السوري أن "زيارة رئيس البرلمان الأوروبي تهدف إلى تطوير العلاقات البرلمانية بين مجلس الشعب والبرلمان الأوروبي وتأتي في سياق الموقف السوري الذي أثبتت الأيام والأحداث صوابيته".وأعرب عن أمله أن تؤدي الدبلوماسية البرلمانية الأوروبية دورها المأمول للتوصل إلى حلول عادلة للمنطقة موضحا أن "البرلمانيين الأوروبيين أكدوا خلال زياراتهم المتعددة إلى سوريا دورها الفاعل والمحوري في المنطقة".وكان رئيس البرلمان الأوروبي قد ذكر في تصريحات لصحيفة الوطن السورية ستنشر نصه اليوم قد أكد أن فصلا جديدا من العلاقات السورية الأوروبية قد فتح مشددا على دور سوريا المهم والفاعل في المنطقة.ورحب بالصفحة الجديدة في العلاقات السورية الأوروبية خاصة بعد القمة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والفرنسي ساركوزي التي انعقدت أخيرا في باريس.