حذرت الولاياتالمتحدة، أمس الأحد، روسيا من أن "تصعيدها غير المتكافئ والخطير" للنزاع في أوسيتيا الجنوبية سيكون له انعكاس "كبير" على علاقاتها مع واشنطن، طبقا لما أعلنه البيت الأبيض، في وقت أكد فيه نائب وزير الخارجية الروسي إن 2000 شخص "غالبيتهم الساحقة من المواطنين الروس" قتلوا في أوسيتيا الجنوبية منذ بدء الهجوم الجورجي على هذه المنطقة الانفصالية طبقا لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية. أفادت أمس وكالة الأنباء الروسية نقلا عن مصدر في قيادة الأسطول الروسي بأن السفن الحربية الروسية تفرض حصارا بحريا على جورجيا لمنع وصول أسلحة وتجهيزات عسكرية أخرى إليها، وقد قصف الطيران الروسي صباح أمس مطارا عسكريا قرب تبيليسي ليس بعيدا عن مطار العاصمة الدولي فيما وصلت سفن حربية روسية إلى مرفأ في جمهورية ابخازيا الانفصالية الجورجية كما أعلنت السلطات الجورجية. وقال أمين عام مجلس الأمن الجورجي الكسندر لوميا إن "طائرات روسية ألقت عدة قنابل على مطار عسكري بالقرب من مطار تبيليسي الدولي ولكن لم تكن أية طائرة (جورجية) موجودة في المطار"، وأوضح "كانت مهمتهما تدمير المدارج ولكن لم ينجح الروس في ذلك"، وأشار إلى أن هذا المطار العسكري يبعد مسافة حوالي 12 كلم عن تبيليسي. وليلة السبت الأحد وصلت سفن عسكرية روسية إلى مرفأ اوتشامتشيرا في جمهورية أبخازيا الانفصالية التي يدور نزاع بينها وبين جورجيا, حسب ما أعلن لوميا الذي قال أيضا بأن "سفينتين روسيتين وصلتا إلى مرفأ اوتشامتشيرا" الذي يبعد 30 كلم عن الحدود بين ابخازيا الانفصالية وباقي الأراضي الجورجية. وكانت السلطات الجورجية أعلنت السبت أن سفنا حربية روسية تتجه نحو السواحل الجورجية. من جهة أخرى أعلنت هيئة الأركان الروسية إصابة الجنرال أناتولي خروليف قائد الجيش الروسي الثامن والخمسين المنتشر في أوسيتيا الجنوبية بشظية عبوة متفجرة خلال المعارك مع الجورجيين، على ما أفادت به وكالة الأنباء الروسية. من ناحيتها قالت وزارة الداخلية الجورجية إن القوات الروسية سيطرت على عاصمة أوسيتيا الجنوبية وتعدّ هجوما جديدا في غرب أبخازيا الانفصالية، وطلبت روسيا في وقت سابق من الأممالمتحدة سحب مراقبيها من المنطقة الواقعة بين منطقة أبخازيا ومدينة زوغديدي غربي جورجيا. وأكد المتحدث باسم الوزارة شوتا أوتياشفيلي لوكالة "رويترز" للأنباء "نعم الروس سيطروا على تسخينفالي"، مبينا أن موسكو تعد "عدوانا جديدا في الساعات القادمة" في أبخازيا، وأضاف أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي "يترأس بنفسه الدفاع عن البلاد, ولن نمكن العدو من فرصة احتلال جورجيا". وقالت مصادر إعلامية من الحدود الأبخازية الروسية إن روسيا أدخلت تعزيزات في وادي كودوري الذي يغطي 14% من أبخازيا ويعتبر موقعا إستراتيجيا. وأفاد بأن روسيا نشرت 4000 عسكري من مشاة البحرية والمظليين تدعمهم مدرعات، ونقلت المصادر تصريحات لرئيس جمهورية أبخازيا الانفصالية سيدغي باكاشي يقول فيها إن "المعارك مستمرة حتى إجلاء آخر عسكري جورجي عن أبخازيا". وفي ظل هذه التطورات قال جيم جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحفيين في العاصمة الصينية بكين بشأن الحرب الحاصلة حاليا في أوسيتيا الجنوبية، "لقد أوضحنا للروس أنه في حال استمرار التصعيد غير المتكافئ والخطير من الجانب الروسي، فإن ذلك سيترك أثرا كبيرا على المدى الطويل على العلاقات الروسية-الأمريكية". ومن جانبها هددت أوكرانيا بمنع سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود المشاركة في النزاع مع جورجيا من العودة لمرفئها في سيباستوبول جنوب القرم، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان لها، وجاء في البيان الذي نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني أن "الجانب الأوكراني يملك طبقا لأحكام القانون الدولي والتشريعات الأوكرانية، الحق في منع عودة السفن التي يمكن أن تشارك في العمليات العسكرية إلى الأراضي الأوكرانية حتى نهاية النزاع الروسي-الجورجي". ومن جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان رسمي عن "قلقه من توسع النزاع بين جورجيا وروسيا"، داعيا الطرفين إلى وقف القتال في أوسيتيا الجنوبية والدخول في تسوية سلمية، وأضاف مون أنه يشعر بقلق من تصاعد العمليات القتالية في أوسيتيا الجنوبية ووقوع الضحايا وانتقال التوتر إلى إقليم أبخازيا، مطالبا جميع الأطراف بضبط النفس وضمان سلامة المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة. يشار إلى أن أدموند موليت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أبلغ مجلس الأمن السبت بأن الحكومة الانفصالية في أبخازيا طلبت منه سحب مراقبي الأممالمتحدة الموجودين في وادي كودري الأعلى دون أن تعطي أسبابا محددة لهذا الطلب، وأفاد موليت بأن المراقبين موجودون حاليا في قاعدتهم في سوخومي عاصمة أبخازيا تفاديا لاحتمال تورطهم في أي تبادل لإطلاق النار بين القوات الجورجية والقوات الانفصالية. وفي موسكو، دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى التحقيق في ما أسماها "أعمال الإبادة التي ارتكبتها القوات الجورجية في جمهورية أوسيتيا الجنوبية، تمهيدا لمحاكمة مرتكبيها" وذلك خلال لقاء مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، وقال بوتين مخاطبا الرئيس الروسي "أعتقد أنه سيكون من العدل أن تأمر النيابة العسكرية بالتحقيق في مثل هذه الحوادث لأن غالبية الشعب الأوسيتي من المواطنين الروس".