أكدت مصادر دبلوماسية أمس أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني سيشرع في زيارة دولة إلى الجزائر في 11 نوفمبر الداخل بدعوة من نظيره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي الزيارة التي من شأنها بعث أشغال اللجنة الجزائرية الأردنية المشتركة ومناقشة القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك على غرار الوضع في العراق ومستجدات الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة وأن الملك سيكون مرفوقا بوفد وزاري رفيع المستوى. زيارة الملك الأردني إلى الجزائر يصفها المتتبعون بالزيارة التاريخية لأنها الأولى من نوعها منذ توليه العرش، فلم يسبق له أن قام بزيارة دولة إلى الجزائر باستثناء مشاركته في القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في مارس 2005، ومن شأن هذه الزيارة التي سيقوم بها الملك الأردني تلبية لدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إعادة بعث العلاقات الثنائية وتنشيط اللجنة الجزائرية الأردنية المشتركة التي عقدت آخر اجتماعاتها في جوان 2005، وتأتي زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الجزائر بعد الزيارة التي قادته إلى اسبانيا قبل يومين والجولة التي سيشرع فيها إلى أمريكا الجنوبية حيث سيتوقف خلالها في كل من الشيلي والأٍجنتين والبرازيل لإعطاء نفس جديد للدبلوماسية الأردنية. ومن المنتظر أن تتوج زيارة العاهل الأردني إلى الجزائر والمقررة في 11 نوفمبر الداخل، حسب المصدر نفسه، بتوقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين خاصة وأن الملك سيكون مرفوقا بوفد وزاري رفيع المستوى، كما سيتم الإعلان عن استئناف اجتماعات اللجنة الجزائرية الأردنية المشتركة والتي عقدت دورتها الرابعة في الجزائر في جوان 2001، والتي تراهن عليها حكومتي البلدين لإعادة بعث التعاون المشترك في عدد من المجالات سيما في الاقتصاد والتعليم العالي والصحة، أما على الصعيد السياسي فمن المقرر أن يبحث الملك الأردني مع الرئيس بوتفليقة العلاقات العربية ومستجدات الساحة الدولية والإقليمية خاصة الوضع في العراق وكذا الصراع العربي الإسرائيلي. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الجزائرية الأردنية عرفت انتعاشا في السنوات الأخيرة مما رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين خاصة بعد تنصيب مجلس رجال الأعمال الأردني الجزائري وبفضل التوصيات التي صادقت عليها اللجنة العليا المشتركة في اجتماعها الرابع ومنها المقترح الأردني بتقليص قائمة السلع المستثناة من الرسوم الجمركية والواردة في الاتفاقية التجارية المعمول بها، إلى جانب مشاركة المتعاملين الاقتصاديين في المعارض التجارية التي تقام في البلدين إلى جانب إقامة مشاريع مشتركة في قطاعات الصناعات الهندسية والالكترونية والصناعات الجلدية والنسيجية. أما في المجال الصحي فمعلوم أن التعاون بين الجزائر والأردن يعرف عرف قفزة نوعية في السنوات الأخيرة من خلال تبادل الخبرات والبعثات الطبية بين البلدين وكذا نقل المرضى الجزائريين لتلقي العلاج وإجراء الجراحة في الأردن لا سيما في اختصاصات القلب والأعصاب وزراعة الكلى.