سيشرع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في أول زيارة دولة رسمية الى الجزائر، غدا، بدعوة من نظيره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهي الزيارة التي من شأنها بعث أشغال اللجنة الجزائرية الأردنية المشتركة ومناقشة القضايا الثنائية والإقليمية، على غرار الوضع في العراق ومستجدات الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة وأن الملك سيكون مرفوقا بوفد دبلوماسي وحكومي رفيع المستوى. باستثناء مشاركته في القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في مارس 2005، فان زيارة الملك الأردني إلى الجزائر، غدا، يصفها المتتبعون بالزيارة التاريخية باعتبارها الأولى من نوعها منذ توليه العرش، إذ لم يسبق له أن قاممن قبل بزيارة دولة رسمية إلى الجزائر، كما أن هذه الزيارة التي سيقوم بها الملك الأردني تلبية لدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ستسهم في إعادة بعث العلاقات الثنائية وتنشيط اللجنة الجزائرية الأردنية المشتركة التي عقدت آخر اجتماعاتها في جوان 2005. وتأتي زيارة الملك إلى الجزائر في إطار جولة عمل التي يقوم بها إلى كل من والولايات المتحدة وبريطانيا، حيث سيشارك في أشغال مؤتمر "حوار الأديان" الذي يعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الذي سيلقي خلاله يلقي خلاله كلمة لإعطاء نفس جديد للدبلوماسية الأردنية، ثم يقوم العاهل الأردني بعد ذلك بزيارة أخرى إلى لندن، من أجل البحث مع مسؤولين بريطانيين في العلاقات الثنائية والعملية السلمية في الشرق الأوسط. وستركز المباحثات التي سيجريها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع الملك الأردني اثر زيارته إلى الجزائر، على سبل تطوير وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، ذلك بهدف بتوقيع اتفاقيات شراكة بين البلدين خاصة وأن الملك سيكون مرفوقا بوفد وزاري رفيع المستوى، كما سيتم الإعلان عن استئناف اجتماعات اللجنة الجزائرية الأردنية المشتركة والتي عقدت دورتها الرابعة في الجزائر في جوان 2001، والتي تراهن عليها حكومتي البلدين لإعادة بعث التعاون المشترك في عدد من المجالات سيما في الاقتصاد والتعليم العالي والصحة أما على الصعيد السياسي، وآليات تنسيق المواقف إزاء مختلف القضايا الدولية والإقليمية، فمن المقرر أن يبحث الملك الأردني مع الرئيس بوتفليقة العلاقات العربية والتطورات الراهنة على الساحة الدولية والإقليمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وكذا الوضع في العراق ناهيك عن الصراع العربي الإسرائيلي. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الجزائرية الأردنية عرفت انتعاشا كبيرا في السنوات الأخيرة، مما رفع من مستوى التبادل التجاري بين البلدين خاصة بعد تنصيب مجلس رجال الأعمال الأردني الجزائري، وبفضل التوصيات التي صادقت عليها اللجنة العليا المشتركة في اجتماعها الرابع ومنها المقترح الأردني بتقليص قائمة السلع المستثناة من الرسوم الجمركية والواردة في الاتفاقية التجارية المعمول بها، إلى جانب مشاركة المتعاملين الاقتصاديين في المعارض التجارية التي تقام في البلدين ناهيك إقامة مشاريع مشتركة في قطاعات الصناعات الهندسية والالكترونية والصناعات الجلدية والنسيجية. بالإضافة إلى التعاون في المجال الصحي، مع العلم أن التعاون بين الجزائر والأردن عرف قفزة نوعية في السنوات الأخيرة من خلال تبادل الخبرات والبعثات الطبية بين البلدين وكذا نقل المرضى الجزائريين لتلقي العلاج وإجراء الجراحة في الأردن لا سيما في اختصاصات القلب والأعصاب وزراعة الكلى.