أسقطت مسؤولة بوزارة الدفاع الأمريكية تشرف على محكمة جرائم الحرب في غوانتانامو جميع التهم الموجهة لخمسة سجناء يقبعون في المعتقل الأمريكي سيء السمعة، من بينهم الجزائري سفيان برهومي المتهم بجرائم حرب ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وتهديد أمنها القومي، كما تزعم واشنطن أنه درب عدد من أفراد القاعدة على صناعة القنابل التي يتم تفجيرها عن بعد وتفخيخ السيارات، وجاء قرار إسقاط التهم عن برهومي بعدما كان يوجه حكما بالمؤبد في حال حسب القانون الأمريكي. أعلن البنتاغون في بيان صدر أمس الأول "إن سوزان كروفورد المكلفة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية بمتابعة محاكمات غوانتانامو أسقطت كل التهم بحق خمس معتقلين من بينهم الجزائري سفيان برهومي، بالإضافة سعوديين وهما جبران سعيد القحطاني وغسان عبد الله الحربي والسوداني نور عثمان محمد، ومعتقل خامس يحمل حق الإقامة في بريطانيا"، ولم تذكر وزارة الدفاع مبررا لإسقاط التهم، لكنها قالت إن ممثلي ادعاء جددا عينوا لمراجعة القضايا، حيث جاء القرار العسكري اثر استقالة أحد نواب الادعاء العسكري العام، بدعوى أن القوات الأمريكية تتكتم على أدلة وبراهين يمكن أن تكون لصالح الدفاع عن المعتقلين الخمسة المتهمين بالتآمر لتصنيع وتفجير قنبلة إشعاعية، عرفت بعد ذلك بتسمية "القنبلة القذرة". ويعد برهومي الذي يقبع في معتقل غوانتانامو منذ ست سنوات الجزائري الوحيد من ضمن تسعة معتقلين وجهت لهم الإدارة الأمريكية تهما بارتكاب جرائم حرب وتقرر مثولهم أمام محكمة عسكرية، غير أنهم لم يقدموا لحد الآن أمام أي لجنة عسكرية كاملة لأنّ المحكمة العليا لم تقرّر إلى الآن قانونية هذا النوع من المحاكم. ويحمل قرار البنتاغون بإسقاط كافة التهم الموجهة للجزائري سفيان برهومي 34 سنة والمعتقل منذ2002 دلالة باحتمال الإفراج عنه في وقت لاحق خاصة بعدما قامت الإدارة الأمريكية بترحيل أربعة جزائريين من القاعدة العسكرية في خليج كوبا في الفترة الأخيرة، خاصة وأن العديد من التقرير الإعلامية الأجنبية المتطابقة قد رجحت في الآونة الأخيرة أنّ عدد إضافيا من المحتجزين الجزائريين في الخليج الكوبي، سيتم الإفراج عنهم في غضون المرحلة القادمة، علما إنّ 21 جزائريا لا يزالون في أقفاص غوانتنامو، وتستمر الإدارة الأمريكية باعتقالهم رغم عجزها عن توجيه تهم لهم، وفشلها في العثور على أدلة تؤكد تورط هؤلاء في "أنشطة إرهابية"، ويبقى مصير هؤلاء عالقا رغم الإعلان الأميركي الرسمي قبل أشهر عن قرب تسليمهم إلى بلدهم الأصلي. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أفرجت في جويلية وسبتمبر الفارط عن كل من هواري عبد الرحمان ومصطفى حمليل وهما من ولايتي العاصمة وبشار، بالإضافة إلى معتقلين آخرين وقد مثلوا أمام قاضي التحقيق بمحكمة سيدي محمد بالعاصمة،وتم وضعهما تحت الرقابة القضائية بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج. وكان عبد القادر آيت إيدير" ممثل عائلات الجزائريين المحتجزين بغوانتنامو، قد دق ناقوس الخطر قبل أيام، بخصوص الحالة المعنوية السيئة التي يعيشها الرعايا الجزائريون، مشيرا إلى حالة كل من "لخضر بومدين" و"بلقاسم بن سايح" اللذان اختطفتهما الاستخبارات الأمريكية في البوسنة قبل ست سنوات، اللذان يعيشان وضعا صحيا خطيرا جدا، وزاد وضعهما تدهورا بعد إسقاط اسميهما بشكل مفاجئ من قائمة المفرج عنهم مؤخرا.