اتهمت قوى 14 آذار سوريا بالإعداد ل"حملة إرهابية" داخل لبنان بعد أن اتهمت "اعترافات" بثها التلفزيون السوري الخميس الفارط تيار المستقبل اللبناني بتمويل فتح الإسلام وبالوقوف وراء تفجير سيارة مفخخة بالعاصمة السورية دمشق يوم27 سبتمبر الماضي ونفى التيار -الذي يتزعمه النائب سعد الحريري- أي علاقة له بتنظيم فتح الإسلام، وقال النائب عن التيار سمير الجسر إن "إلصاق التهم بالآخرين مسألة غير مجدية"، مضيفا أن تيار المستقبل "ليس تنظيما عسكريا وليست له تنظيمات عسكرية".وكان التلفزيون السوري بث ما قال إنها اعترافات لأشخاص وصفهم بأنهم أعضاء في تنظيم فتح الإسلام اتهموا بالتخطيط لحادث السيارة المفخخة في دمشق، الذي قتل فيه 14 شخصا وجرح 27 آخرون، وجاء في "الاعترافات" أن تيار المستقبل مول العملية وأن منفذها سعودي الجنسية، وأن المجموعة كانت تخطط لتنفيذ عمليات أخرى داخل سوريا. ومن بين الأشخاص الذين عرض التلفزيون السوري اعترافاتهم عبد الباقي حسين المكنى ب(أبو وليد)، والذي قال إنه المسؤول الأمني لفتح الإسلام في سوريا، وقد "اعترف" بأن الهدف من العملية كان "إلحاق الضرر بالنظام السوري". ووصفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار -التي يشكل تيار المستقبل أحد مكوناتها- الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري بأنها "محاولة من النظام السوري للتهرب من مسؤوليته في الاغتيالات التي شهدها لبنان"، حسب بيان رسمي صادر عنها، واتهم البيان -الذي صدر عقب اجتماع للأمانة العامة المذكورة- النظام السوري بالإعداد ل"حملة إرهابية جديدة" في لبنان تحت عنوان "الدفاع عن النفس"، مضيفا أن نظام دمشق "متخصص في اللجوء إلى الإرهاب من أجل تحقيق أهداف سياسية". ومن جهته قال النائب بطرس حرب في تصريحات لإذاعة "صوت لبنان" الجمعة إن الهدف من هذا البث السوري هو "تشويه صورة" 14 آذار وتيار المستقبل قبل الانتخابات النيابية المقررة العام المقبل. أما وزير الداخلية اللبناني السابق والنائب عن تيار المستقبل أحمد فتفت فقال في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إن ما بثه التلفزيون السوري ما هو إلا "ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ومسرحية أخرجتها الاستخبارات السورية لا تزيد إلا تأكيدا على علاقة سوريا بفتح الإسلام".وأضاف أن هذه "الاعترافات" "تهديد خطير من سوريا"، معبرا عن خشيته من أن تقع في لبنان "عمليات تهدد استقراره وأمنه، خصوصا في شماله". وقد اعتبرت بعض التيارات السياسية المعارضة ما جاء على لسان أعضاء الشبكة "وقائع لا يمكن إنكارها" ودعت إلى تشكيل لجنة تحقيق لبنانية سورية مشتركة لكشف ملابسات القضية، وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من بدء تنسيق عسكري بين البلدين على طول الحدود المشتركة بينهما، وفي وقت ينتظر فيه أن يزور وزيرا الدفاع والداخلية اللبنانيان العاصمة السورية دمشق.