لنعترف جميعا أن جسد الأمة العربية والإسلامية هان فسهُل الهوان عليه وما لجرح بميت إيلام.. لنعترف أن عضوا مرض ولم يتداع له سائر الجسد بالسهر والحُمّى.. لم نعد نرهب أحدا..لا عدوّ الله وعدوّنا.. حتى الكلام لم نعد نبيعه مثلما كنّا..لا خطابات إنشاء ولا بيانات تنديد ولا مسيرات يحتشد لها الناس دفاعا عن الحق وتضامنا مع الأهل والوطن.. غزّة عارنا البرّي المتوحّش.. غزّة فضيحتنا السياسية والثقافية والشعبية.. شعب محاصر والجريمة كاملة الأركان والصمت عربّي كريه.. من لأهلنا في غزّة غير الله.. هذا التخاذل المرير ما أبقى للوجه حفظا ولا للكرامة وفاء.. شعوب مات نبض الحياة فيها أو يكاد.. مثقفون منبطحون لا دور لهم غير المبايعة والمضاجعة..! إسلاميون أضاعوا روحهم وأي شيء أضاعوا.. يساريون انقرضوا أو اختفوا في ديارهم.. دول موالية لأمريكا وللصهيونية سرّا وأخرى علانية.. أما الدول الثورية فلا أثر..غيّرت ثوبها وعدّلت بوصلتها.. من لك غير الله يا أهلنا في غزة..؟ نشهد أننا جبنّا وتواطأنا ولم يعد المصير بأيدينا.. معركة الخبز الحاف قتلت مروءتنا واغتالت إحساسنا القومي.. لم نعد نحن..صرنا هم أو هنّ..! حتى الربّ تخلّينا عن عهودنا معه.. لا تسامحونا ولا تطلبوا من الربّ أن يغفر لنا.. أطلنا المكوث في درك الأمم البائسة والشعوب الحقيرة وفقدت كل دلالة معناها.. لا النظم نظم..ولا الكلام كلام..لا اللغة أعانتنا على شرح ما صرنا عليه ولا محن التاريخ حرّرتنا.. هي الاستعارات وفقط.. يا أهلنا في غزّة عذرا.. فعارنا لم يعد يحتملنا لأن مقاسه أكبر من جسدنا ورائحته النتنة زكمت أنوف العالمين.. كيف يعاقب شعب اختار الصمود والمقاومة بينما نستمرّ في مشاهدة التلفزيون.. يا أهلنا عذرا عن كلمات لم تبلغ أجل الحكمة لأن التغيير وهم والصبح ليس غدا.. "أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يد.. سيفها كان لك بيد سيفها أثكلك؟ سيقولون:جئناك كي تحقن الدم.. جئناك،كن -يا أمير- الحكم سيقولون:ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيف في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم". أمل دنقل [email protected]