أكد المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي ، أمس، أن المشاركين في فعاليات اليوم الإعلامي التحسيسي حول الحفظ الوقائي للأرشيف من الأخطار الطبيعية والبشرية سيعكفون على وضع مخطط عمل لوقاية الأرشيف من الكوارث الطبيعية. أوضح شيخي خلال هذا اللقاء الذي نظمته مؤسسة الأرشيف الوطني بالعاصمة أن من شأن هذا المخطط الذي سيتضمن جانبان الأول خاص بتكوين الإطارات والثاني توفير التجهيزات الكفيلة بصيانة ووقاية الملفات أن يقدم الحلول الكفيلة بإنقاذ الأرشيف في حال وقوع الكوارث كما هو حال العديد من المؤسسات بعدة ولايات من الوطن التي شهدت كوارث طبيعية خلال شهر أكتوبر الفارط. واعتبر المتحدث هذه الكوارث مؤشرا خطيرا التي تتطلب تكثيف الجهود لتفادي الأخطار التي تهدد الموروث الثقافي من الاندثار، موضحا أن هذا المخطط يأتي كضرورة أمام انعدام التجهيزات وكذا المؤهلات البشرية المختصة في مجال حماية الأرشيف من الكوارث الطبيعية، وأبرز أن الجزائر "لا تمتلك التجهيزات والإمكانات البشرية المؤهلة لحماية ومعالجة الأرشيف الوطني من الكوارث الطبيعية". ولوضع مخطط العمل الوقائي ذكر شيخي أنه سيتم أخذ كعينة ولاية غرداية التي عانت العديد من مؤسساتها من اندثار موروثها الأرشيفي بعد الفيضانات الطوفانية التي اجتاحتها في الفاتح من شهر أكتوبر الفارط. وأبرز شيخي في هذا الشأن أنه سيتم إرسال خبيرتين في الأرشيف من فرنسا المشاركتين في الملتقى إلى ولاية غرداية رفقة أعضاء من المجلس الدولي للأرشيف لمعاينة وضعية عدة مؤسسات والخروج بخطة عمل. وسيكون هذا المخطط بدوره القاعدة التي ستعتمدها الدورة العربية للأرشيف الدولي التي تترأسها الجزائر حاليا والتي اقترحت انعقادها يوم 26 ديسمبر الجاري بولاية وهران هذا وسيعتمد المخطط كمثل تحتذي به الدول العربية التي تعاني من نفس الكوارث. وعن قيمة الخسائر التي تكبدها أرشيف مختلف المؤسسات بولاية غرداية، ذكر المتحدث أنه "يستحيل تقييم حجم الخسائر" إلا بعد القيام بخبرة دقيقة للوضعية. وعرض من جهته مختص في الأرشيف بمركز الأرشيف الوطني نتائج معاينة قامت بها مصالحهم بولاية غرداية أبرزت مدى تضرر أرشيف العديد من المؤسسات العمومية والخاصة منها مصلحة الضمان الاجتماعي وكذا مديرية الغابات وبعض المؤسسات التربوية والتي كانت أغلبيتها مبنية إما على حواف الوديان أو أنها مصنوعة من القصدير. وبدورها تطرقت خبيرة فرنسية في الأرشيف آن لما إلى تسيير الأضرار في مصلحة الأرشيف من خلال وضع مخطط وقائي الهدف منه تقليص الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية يرتكز أساسا على تقنيات الحفاظ على الوثائق المؤرشفة التي تعرضت للتلف جراء الكوارث الطبيعية. وأبرزت المتحدثة أن هذا المخطط يساعد من التقليل من حدة الخسائر"، مضيفة أن هذا المخطط يوضع قبل الكوارث ويجدد سنويا مع تغير الأحداث والوقائع. أما نيلي كولياز الخبيرة الفرنسية في مجال الأرشيف فعرضت مختلف الأضرار وانعكاساتها المادية على وثائق الأرشيف وكيفية التعامل مع الوثائق المتضررة في حال تعرضها للتلف.