تواصلت الإدانات العربية الرسمية والشعبية للغارات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة وخلفت مئات الشهداء والجرحى، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف ما أسمته "التهور" الإسرائيلي. أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الأردن طلب عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية لبحث "الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة"، وقال إنه طلب من ليبيا بصفتها العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن بالأممالمتحدة التقدم بطلب لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في غزة. وفي نفس السياق، أدانت جامعة الدول العربية الغارات الإسرائيلية، ووصفت ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع ب "المذبحة"، وطالبت الجامعة مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات فورية كفيلة بوقف هذا "التهور" و"الاندفاع" الإسرائيليين وحماية الشعب الفلسطيني من هذه "الجرائم" الإسرائيلية. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن "إسرائيل مسؤولة بشكل كامل عن هذه الجريمة، ويسجل في تاريخها الحافل بالإجرام مذبحة جديدة بدون أدنى سبب ، وهى خرقت كل التفاهمات والالتزامات والمواثيق على مدى تاريخها". وأضاف أن "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المحاصر من مذبحة جديدة هو استمرار لمسلسل إجرامي تمارس فيه إسرائيل قتل الشعب الفلسطيني بدم بارد في ظل صمت دولي مرفوض وغياب مرجعيات دولية يفترض أن تقوم بمسئولياتها" وهو يشير بذلك إلى الأممالمتحدة والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي، وكان الجيش الإسرائيلي حصل على ضوء أخضر من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل يوم الأحد الماضي لشن عملية عسكرية تردد أنها ستكون على نحو متدرج ومتصاعد. وفي بيروت اعتبر مدير العلاقات الخارجية لحزب الله نواف الموسوي أن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة "حرب دولية عربية" على الشعب الفلسطيني لإرغامه على الاستسلام، وقال الموسوي إن خط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني هو المقاومة باعتبار أن الرهان على الموقف الرسمي أصبح معدوما. وفي سياق متصل أفادت مصادر إعلامية من بيروت أن الحكومة اللبنانية أصدرت بيانا استنكرت فيه المجازر الإسرائيلية، معتبرة أن الحل يتمثل في تحرك الجامعة العربية والأممالمتحدة، وعلى المستوى الشعبي أشارت إلى أن دعوات صدرت للتظاهر وتنظيم مسيرات حاشدة بمخيم عين الحلوة وكافة المخيمات الفلسطينية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية، مضيفة أن هناك أنباء عن خروج مسيرات بعد صلاة العصر. وفي نفس الإطار ذكرت تقارير إعلامية أن الزعيم الليبي معمر القذافي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تباحثا هاتفيا حول الوضع في غزة، وأضافت أن محادثات هاتفية أخرى أجراها الشيخ حمد حول نفس الموضوع مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز. وبدوره قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق حارث الضاري للجزيرة إن الغارات الإسرائيلية تأتي في إطار المعركة الانتخابية بين الأحزاب الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الضحية في ذلك هو الشعب الفلسطيني. وسارت على نفس المنوال بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري التي أكدت أن الأهداف المتوخاة من الاعتداءات الإسرائيلية هو كسب نقاط في السجال الانتخابي، ودانت الصمت الدولي اتجاه هذا العدوان، أما رئيس اتحاد العلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي فاعتبر أن الدول العربية مسؤولة عن هذا العدوان لأنها التزمت "الخرس والصمت" ولا تقف أمام هذه الاعتداءات لحماية الشعب الفلسطيني.