علقت صحيفة غارديان البريطانية بأن الحل السياسي في غزة يجب ألا يحول دون التحقيق في جرائم الحرب، بما في ذلك استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن منظمة العفو الدولية انضمت إلى الأممالمتحدة وهيومن رايتس ووتش لتوجيه الاتهام للحكومة الإسرائيلية على خرقها القانون الدولي بتجريم استخدام قذائف الفوسفور الأبيض في وسط المناطق المكتظة بغزة، وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجمات الإسرائيلية على المراكز الإنسانية التابعة للمنظمة في غزة ووصفها بأنها كانت شائنة ودعا إلى تحقيق دولي مستقل. ونوهت الصحيفة بما قاله وزير كبير بالحكومة الإسرائيلية لصحيفة هآرتس بأنه عندما ينكشف مدى الدمار الكامل الذي لحق بغزة "لن أسافر لقضاء عطلاتي في أمستردام" وعلقت بأن هذه الملاحظة الساخرة تشير إلى احتمال استدعاء قادة الحكومة الإسرائيلية للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي -أو محكمة مشابهة- للرد على اتهامات جرائم الحرب. وأضافت أن نحو ثلاثمائة منظمة حقوقية أعدت بالفعل ملفا من 37 صفحة لتقديمه للمحكمة، بالإضافة إلى إصرار عدد من الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة على ضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل في الأدلة الظاهرة للجرائم التي ارتكبت في حق منشآت الأممالمتحدة وقتل فيها كثير من المدنيين الأبرياء. وعلقت بأن الوصول إلى تفويض أممي بإجراء تحقيق في ادعاءات جرائم الحرب الإسرائيلية "سيكون ممكنا فقط إذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ألا تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن. وأن سماح أمريكا بالاستمرار في التحقيق سيرسل أوضح إشارة ممكنة بأنها تنوي ممارسة نزاهة أكبر بين إسرائيل والفلسطينيين مما فعلت في الماضي. بالإضافة إلى أن الإدارة الجديدة تقع تحت ضغط متزايد لإقرار تحقيق في إجراء جنائي قامت به إدارة الرئيس السابق بوش في استخدامها للتعذيب. وقد اهتمت الصحف البريطانية بتداعيات الحرب الإسرائيلية على أطفال قطاع غزة ورصدت بعض صور المعاناة، كما ركزت على تحذيرات إسرائيل لعسكرييها من السفر وعلى اعترافها باستخدام قنابل الفوسفور. ورصدت صحيفة ذي غارديان البريطانية من خلال مراسلها في قطاع غزة روري مكارثي قصصا لضحايا الإصابات النفسية والجسدية التي تطال أكثر من 350 ألف طفل من جراء العدوان الإسرائيلي. ومضت ذي غارديان تقول إن تأثير هذه الحرب سيبقى لعدة سنوات مقبلة، مستشهدة بما قدره برنامج الصحة المجتمعي بغزة من أن نصف الأطفال (نحو 350 ألفا) سيعانون من الاضطرابات النفسية لما بعد الصدمة. صحيفة ديلي تلغراف ركزت على تحذيرات إسرائيل للعسكريين والمسؤولين الكبار من أن احتمال تعرضهم للمقاضاة في الخارج بتهمة جرائم حرب من شأنه أن يعيق سفرهم. وأشارت إلى أنه ما لا يقل عن ثلاث منظمات حقوقية تستعد لرفع قضايا ضد الإسرائيليين الذين خططوا أو نفذوا عملية "الرصاص المصبوب" على مدى ثلاثة أسابيع في قطاع غزة. وقالت إن عددا غير معروف من المسؤولين قد تلقوا تحذيرات بضرورة إبلاغ الجيش عن خطط سفرهم للتدقيق والمراجعة. المحامي الإسرائيلي أفيغدور فيلدمان قال لصحيفة إسرائيلية إن الأمر سيطال آلاف الضباط، وأضاف "أنصح كل عسكري يفكر في السفر إلى المملكة المتحدة أن يعيد النظر في ذلك".