أعلن مصدر إسرائيلي رسمي أن مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيقوم بزيارة تل أبيب الأربعاء المقبل وسط ترجيحات بأن يعمل على إحياء خارطة الطريق، فيما ذكرت مصادر سورية أن ثلاثة وفود أمريكية ستزور دمشق الشهر المقبل. فقد أكد جيكال بالمور المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية الأربعاء المقبل. وفي السياق ذاته رجحت مصادر سياسية إسرائيلية أن يعمل ميتشل خلال زيارته المقبلة للمنطقة على دفع تطبيق خطة "خارطة الطريق" للسلام و دراسة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة عقب العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل لمدة 23 يوماً وأسفرت عن سقوط أكثر من سبعة آلاف بين شهيد وجريح. بيد أن مصادر إعلامية نقلت عن مصادر رسمية إسرائيلية قولها إن إسرائيل تتوجس من ميتشل لسببين، أولهما أنه يعرِّف نفسه بأنه أمريكي/عربي لكون والدته من أصل لبناني، إضافة إلى أن التقرير الذي أعده ميتشل في نهاية ولاية الرئيس الأسبق بيل كلينتون بشأن أسباب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، دعا فيه إلى تعزيز الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية وتجميد الاستيطان. وأضافت هذه المصادر أن الإدارة الأمريكيةالجديدة مصرة على التوصل في ختام السنوات الأربع الأولى لولاية الرئيس أوباما إلى تقدم ملموس في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي هذا السياق، حذرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني من حدوث "انقسام حتمي" بين إسرائيل والولايات المتحدة في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية المزمعة في العاشر من الشهر المقبل في حال فوز حكومة يمينية متطرفة "رافضة للسلام" أمام واشنطن. وأوضحت زعيمة حزب كاديما -الطامحة لخلافة رئيس الوزراء المنصرف ايهود أولمرت- أن واشنطن ستمارس الضغوط على إسرائيل بدلا من ممارستها على إيران في حال تشكيل حكومة إسرائيلية لا تدعم تسوية السلام القائمة على حل إقامة الدولتين. وفي معرض تعليقها على زيارة السيناتور ميتشل، قالت ليفني "إن الزيارة ستكون إيجابية في ظل حكومة تعتزم الاستمرار في نفس السياسة الدبلوماسية الحالية". ورد حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو على تصريحات ليفني معتبرا إياها جزءا من خشية ليفني من احتمال تعرض حزبها للهزيمة في الانتخابات المقبلة. ومن المقرر أن يصل ميتشل إلى المنطقة في جولة تضم القدسالمحتلة ورام الله والقاهرة وعمّان، في حين لم يستبعد مسؤولون غربيون أن يقوم أيضا بزيارة الرياض، وذلك في إطار جهود إدارة الرئيس أوباما لتعزيز وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر غربية أن ميتشل لن يزور دمشق، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر دبلوماسية سورية قولها أمس إن الفترة المقبلة ستشهد لقاءات أمريكية سورية مكثفة حيث من المنتظر أن تستقبل دمشق الشهر المقبل ثلاثة وفود أمريكية رسمية. ووفقا للمصادر السورية، فسيكون الوفد الأول برئاسة نائب ولاية واشنطن في مجلس النواب الأمريكي آدم سميث برفقة عدد من أعضاء لجنة القوات المسلحة في الكونغرس، بينما يرأس الوفدين الأخيرين كل من السيناتور بنجامين كاردن والسيناتور هوارد بيرمان.