أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصدي قوات المقاومة الفلسطينية للتوغل الإسرائيلي العسكري فيما أطلقت ثلاث قذائف هاون على دورية إسرائيلية توغلت شرق المغازي وسط قطاع غزة للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار. وقد عمدت دبابات إسرائيلية وقوات خاصة للتوغل فجر أمس قرب معبر كيسوفيم قرب منطقة دير البلح، وقالت مصادر إن حالة من التوتر الشديد تسود المنطقة، في ظل إطلاق قوات الاحتلال النار على كل من تصادفه في وجهها. وكانت المقاتلات الإسرائيلية قد شنت فجر أول أمس ثلاث غارات استهدفت الأنفاق التجارية في المناطق الحدودية بين قطاع غزة ومصر، واستهدفت بغارة أخرى أحد عناصر حماس في خان يونس الإثنين الماضي، ردا على مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين في أول هجوم فلسطيني منذ وقف إطلاق النار قبل تسعة أيام. وقد توعدت إسرائيل على لسان كبار المسؤولين فيها برد قاس، واعتبرت أن استهداف ناشط في حماس أول أمس مجرد رد أولي. ورغم أن إسرائيل قامت فورا باستهداف أحد عناصر حركة المقاومة الإسلامية(حماس) في خان يونس بغارة جوية بينما كان يستقل دراجته النارية، وتسببت في إصابته بجروح خطيرة، كما أصيب مدني آخر، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أكد أن هذه الضربة كانت "رد فعل أوليا، وأن رد إسرائيل الكامل لم يحدث بعد". وكان أولمرت قد أجرى أول أمس مشاورات أمنية حول إمكانية الرد المتاحة أمام إسرائيل على هجوم المقاومة الفلسطينية الذي استهدف دورية جنود في كيسوفيم وأدت إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم في حالة خطيرة. كما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بأن يرد جيش الاحتلال على الهجوم.وقال باراك "سوف نرد ولا جدوى من إعطاء تفاصيل حول شكل الرد". ومن ناحيتها قالت ليفني إن "على إسرائيل أن ترد، هذا امتحان للأفعال وليس للأقوال فقط، وهذا ينطبق على الحدث الذي وقع اليوم ولا يهمني من فعل ذلك، فعلى إسرائيل أن ترد". وكان مواطن فلسطيني (27 عاما)، قد استشهد أول أمس بنيران الاحتلال الذي أطلق نيرانه تجاهه بينما كان يزرع أرضه التي تقع شرق معبر كيسوفيم، وذلك بعد لحظات من الهجوم الفلسطيني. ووفقا لمصادر بالقطاع فإن مقاومين أطلقوا قذيفة مضادة للدروع (آر. بي. جي) على جيب إسرائيلي على طريق كيسوفيم شرق دير البلح جنوب شرق القطاع، ثم عمدوا بعد ذلك إلى الاشتباك بالرشاشات مع الدورية الإسرائيلية. ومن جهة أخرى عادت الحكومة الإسرائيلية عن قرارها أول أمس وقررت فتح المعابر التجارية للسماح بدخول المساعدات الغذائية والإنسانية للقطاع. ووفقا لرئيس لجنة تنسيق إدخال البضائع إلى غزة رائد فتوح فإنه من المقرر أن تسمح إسرائيل بدخول 110 شاحنات بينها 82 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية. وأوضح أن الجانب الإسرائيلي سمح بضخ كميات محدودة من السولار مخصصة لمحطة توليد الكهرباء الرئيسية في القطاع، إضافة إلى إدخال كميات من غاز الطهي. ومن جهة أخرى واصلت قوات الاحتلال عمليات الدهم والاعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث اعتقلت فجر أمس ثمانية فلسطينيين خلال حملة مداهمات في قرية زبوبا بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية، بعد أن اقتحمتها في ساعة متأخرة من الليل، وفرضت منع التجوال على أهلها. وحسب أهالي القرية فإن قوات الاحتلال قامت وسط إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الصوت بإخراج أصحاب عشرات المنازل للعراء لساعات طويلة من الليل، بينما قامت بعمليات تفتيش ودهم للمنازل.