أورد أمس مصدر من ملبنة بني تامو بالبليدة أن المسير الفرنسي لفرع "لاكتاليس" المختص في إنتاج الجبن وهو شريك "مجموعة صومام" يوجد في حالة فرار بفرنسا، مع العلم أن وكيل الجمهورية بمحكمة العفرون كان بتاريخ 17 ديسمبر الماضي طالب بفرض عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجنا وغرامة ب500 ألف دج في حق المسير المذكور بعد الدعوى التي رفعتها مديرية المنافسة والأسعار بالولاية والمتضمنة اكتشاف جبن فاسد وممارسات غير قانونية داخل المعمل وهو ما بدأ فعلا يتأكد من خلال تقدم تحقيق الخبرة. وأكد ذات المصدر أن الشريك الفرنسي ومجلس إدارة الشركة مارسوا ضغوطات كبيرة على بعض العمال وكانوا على وشك فصلهم نهائيا من العمل بعدما أشتبه فيهم أنهم هم الذين أبلغوا السلطات عن الجبن الفاسد الموجود بالملبنة، وحسب المتحدث فإن تدخل فرع نقابة المؤسسة التي تم حلها فيما بعد من قبل المسير الفرنسي هو الذي شفع لهؤلاء العمال، ولم يتم لغاية اليوم إعادة تجديد هذا الفرع بالرغم من الوعود التي قُدمت آنذاك. وتحدثت أمس مصادر إعلامية عن فشل المساعي التي قام بها الوزير الأول الفرنسي لدى السلطات الجزائرية من أجل منح معالجة خاصة لهذا الملف، لكن المساعي قوبلت بالرفض وبطريقة دبلوماسية على لسان وزير التجارة الهاشمي جعبوب الذي ندد بشدة في تصريحاته الصحفية بما يحدث داخل هذا المعمل وشدد على أن العدالة ستواصل عملها. وجاء فرار المسير الفرنسي بعدما تسربت معلومات تتحدث عن كون نتائج الخبرة الأولية التي طلبتها محكمة العفرون بتاريخ 26 ديسمبر الماضي تتضمن تأكيد ما جاء في الدعوى التي رفعتها مديرية المنافسة والأسعار على مستوى الولاية، وهو ما يعني توجه العدالة بعد تلقيها تقرير الخبرة الذي لا يزال متواصل نحو إقرار مطلب وكيل الجمهورية. ومن بين النتائج الأولية اكتشاف جبن منته الصلاحية وعجين جبن غير معروف الأصل، إضافة إلى عجائن جبن متلفة محتوية على مواد متعفنة ناهيك عن عدم احترام شروط التعليب. يذكر هنا أن مؤسسة الحليب ببني تامو بالبليدة تسير بالشراكة بين "مجموعة صومام" والمسير الفرنسي للجبن "لاكتالييس" منتج الكومومبير بريزيدون".