أعرب أحد علماء اللاهوت الكاثوليك البارزين في ألمانيا عن مخاوفه من أن تتحول الكنيسة الكاثوليكية تحت قيادة البابا الحالي إلى طائفة من الطوائف بسبب حالة فقدان المصداقية فيها التي تتزايد مع الوقت. ودافع هانز كونغ عن اتهامه للكنيسة الكاثوليكية التي وصفها بالتحول التدريجي إلى طائفة من الطوائف تحت قيادة البابا الحالي بنديكت السادس عشر. وقال كونغ إنه يشعر بحزن عميق حيال الاتجاه الذي تتبناه الكنيسة حاليا، وأكد أنه حاول في لقائه السابق مع البابا منذ أربعة أعوام أن يتذرع بالثقة فيه، وأضاف "لقد راودني الأمل وقتها بأن يكون البابا راغبا في الإصلاح وأن يكون منفتحا على جميع المذاهب ومنفتحا على المستقبل، غير أن هذا الأمل قد تبدد الآن". وأكد كونغ أن بنديكت السادس عشر تسبب في تعكير الأجواء مع الكنيسة البروتستانتية، بسبب قلة استعداده للحوار المسكوني مع المذاهب الأخرى، و"لم يتجاوز الحوار الكاثوليكي مع الإسلام حديث الشفاه، كما أن رفع الحرمان الكنسي عن الأسقف المطرود ويليامسون ألحق بالعلاقات الكاثوليكية اليهودية أشد الضرر". يذكر أن كونع ولد في سويسرا عام 1928 ودرس اللاهوت والفلسفة بالجامعة البابوية في روما والسوربون والمعهد الكاثوليكي في باريس. وكان جوزيف راتستجر الذي صار فيما بعد البابا الحالي بنديكت السادس عشر قد انتقل عام 1966، من جامعة مونستر الألمانية ليعمل أستاذا للعقيدة الكاثوليكية في جامعة توبنجن بناء على دعوة من هانز كونغ. وجمعت بين الاثنين علاقة طيبة إلا أنها لم تدم طويلا، فقد جاءت الحركة الطلابية المتمردة على القديم عام 1968 لتفرق بين الزميلين، حيث عارض راتسنجر الحركة الطلابية الناقدة للتقاليد بشدة، بينما أيدها هانز كونغ وظهر للجماهير ناقدا للمؤسسة البابوية. ويعد كونغ أول عالم لاهوت منذ الانقسام الكاثوليكي عام 1870 يجاهر بعدم قناعته بعصمة شخص البابا، وقد سحب مؤتمر الأساقفة الألمان عام 1979 بناء على آرائه تلك التصريح له بتدريس اللاهوت الكاثوليكي ولكنه لم يتراجع عن انتقاداته للكنيسة الكاثوليكية، فما كان من الكنيسة إلا أن عزلته عزلا تاما عام 1996. غير أنه استمر يعمل أستاذا حرا لديانة الروم الكاثوليك في جامعة توبنجن حتى اليوم.