أكد أمس الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك" محمد مزيان، أنه لا تراجع على المشاريع المبرمجة داخل الوطن وخارجه بما في ذلك مشاريع البتروكيمياء التي يتراوح غلافها المالي بين 26 و28 مليار دولار، وأعلن المتحدث أن رقم أعمال الشركة بلغ خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 10.3 مليار دولار مقابل 19 مليار دولار سنة 2008 و12 مليار دولار سنة 2007، كما اعتبر مشروعي التكرير بكل من سكيكدة وتيارت قادران على تلبية الحاجيات الوطنية من المازوت ووضع حد للاستيراد. محمد مزيان الذي كان يتحدث في حصة "ضيف التحرير" على أمواج القناة الإذاعية الثالثة، أكد في حديثه على تراجع مداخيل البترول خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، أن الأسعار الحالية وبالرغم من تراجعها الكبير مقارنة بما بلغته شهر جويلية الماضي أي 147 دولار للبرميل، إلا أنها تعتبر في نفس مستوى أسعار الخمس سنوات الماضية، أي بين 50 و52 دولار للبرميل. وقدر المتحدث استثمارات "سوناطراك" خارج الجزائر في الفترة الممتدة بين 2009 و2013 بما يعادل 1.5 إلى 1.6 مليار دولار جلها في الاستكشاف، النقل والتسويق، خاصة بعد فتح شركات للتسويق بكل من إيطاليا، إسبانيا، انجلترا وقريبا في فرنسا، أما خلال 2009 فتوقع أن يتم استثمار 300 مليون دولار منها 60 بالمئة في الاستكشاف والتطوير و40 بالمئة في النقل. وفي رده على سؤال حول إقدام المجمع على استثمار 1.5 مليار دولار خارج الوطن بالرغم من تراجع مداخيل الجزائر من النفط، أكد بأن الهدف هو الحصول على مداخيل أخرى وذهب يقول "نخاطر قليلا من أجل الحصول على مداخيل أكثر" مشددا بأن المشاريع التي يقوم بها المجمع خارج الوطن تخضع لدراسة دقيقة ولشروط معينة قبل مباشرتها ناهيك عن القيام بعمليات تحليل وتقييم موازاة مع انجاز هذه المشاريع، كما أوضح أن "سوناطراك" ملتزمة ببرنامج تم وضعه منذ سنوات فيما يتعلق مشاريعها خارج الجزائر وهي تهدف إلى تطوير احتياطي نفط يعادل 600 مليون برميل في غضون 2015 ضمن البرنامج الممتد بين 2009 و2015 إضافة إلى انتاج 120 ألف برميل يوميا وتحقيق سوق خدمات يتراوح بين 100 و150 مليون دولار في السنة علما أن مشاريع المجمع خارج الوطن توجد بكل من موريتانيا، النيجر، مالي، ليبيا تونس، مصر والبيرو.. وعن الاكتشاف الذي حققه المجمع مؤخرا بليبيا، أورد بأن عملية التقييم جارية، وهو اكتشاف متوسط لكن بإمكانه أن يكون هام بعد تطويره وحسب الأرقام التي قدمها فإن هذا الأخير يتضمن احتياطي ذو مستويين، الأول بقدرة تعادل 1125 برميل في اليوم والثاني بقدرة تتراوح لغاية الآن بين 900 و1000 برميل في اليوم، وأفادت أرقام الرئيس المدير العام لمجمع "سوناطراك" أن رقم أعمال المجمع بلغ 10 ملايير و300 مليون دولار خلال الثلاثي الأول من 2009 مقابل 19 مليار دولار في الثلاثي الأول من 2008 و12 مليار و300 مليون دولار سنة 2007. وفي رده على ما تداولته وسائل الإعلام حول توقيف بعض مشاريع البتروكيمياء، أكد أن المخطط الذي تم وضعه على المدى المتوسط، أي ما بين 2009 و2013 تم وضعه على قواعد منطقية وواقعية وراع توقعات السوق موضحا في الوقت نفسه أن الأزمة المالية وآثارها على اقتصاد الدول البترولية ليست دائمة وأن تعاف الاقتصاد العالمي سيكون بداية من السنة المقبلة حسب ما يتوقع العديد من الخبراء. وحول نفس الموضوع شدد على أن استثمارات المجمع داخل الوطن باقية ولن يتم التراجع عنها بما في ذلك مشاريع البتروكيمياء وأن الاكتشاف الذي تم تحقيقه في ليبيا "يعطينا دعما أكبر" وقدر الغلاف المالي لمشاريع البتروكيمياء بين 26 و28 مليار دولار وهو رقم، يضيف، يبقى مرشحا للتعديل بالنظر الى تغير الأسعار. وفيما يتعلق مشاريع التكرير أكد أن مشروع مصفاة الغاز المكثف بسكيكدة الذي سيدخل حيز التشغيل قريبا اضافة الى مصفاة تيارتسيمكن الجزائر من التوقف عن استيراد المازوت الذي يكلفها مئات الملايين من الدولارات ومنه تلبية الاحتياجات الوطنية.