أفادت مصادر واسعة الاطلاع بوزارة الصحة أن إطارات الوزارة قد واصلوا أمس عقد اجتماع طاريء آخر يهدف إلى وضع الإجراءات الضرورية لمواجهة انتشار فيروس انفلونزا الخنازير الذي اجتاح عددا من بلدان العالم، وينتظر أن يفضي هذا الاجتماع إلى عدد من التوصيات على رأسها تأمين جميع المطارات والموانيء، وتشكيل خلية أزمة لمتابعة الموضوع وتداعياته. بادرت الجزائر منذ إعلان المنظمة العالمية للصحة عن خطورة مرض انفلونزا الخنازير إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة على غرار بقية بلدان العالم لمواجهته، فبعد أن عقد إطارات الوزارة أمس اجتماعا طارئا لهذا الغرض مع القطاعات المعنية، اقتضت جدية الوضع أن يتواصل الاجتماع لليوم الموالي . وبحسب ما كشفت عنه ذات المصادر ل " صوت الأحرار" فإن الاجتماع الذي عقد صبيحة أمس على مستوى الوزارة يتمحور حول بحث مختلف السبل التي تمكن من اتخاذ التدابير اللازمة التي تساعد على احتواء أزمة انفلونزا الخنازير، خاصة وأن منظمة الصحة العالمية قد حذرت من خطر تفشي هذا المرض في مختلف أنحاء العالم ومنها الجزائر. وينتظر أن يفضي هذا الاجتماع إلى وضع خطة لمراقبة وتأمين المطارات والموانيء التي تعد البوابة الرئيسية لدخول هذا الفيروس إلى البلاد، فعلى الرغم من أن تربية الخنازير غير موجودة في الجزائر، إلا أن هذا الفيروس قد وصل إلى بلدان قريبة من الجزائر مثل إسبانيا، مما يزيد من إمكانية التعرض للخطر، وفي هذا الشأن ترى البيطرية سعاد علي تركي في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة أن الأمر لا يستدعي القلق، لكن حمى انفلونزا الخنازير التي تنتقل إلى الإنسان يمكن أن تشكل خطرا، خاصة وأن هناك أشخاصا يأتون من الخارج مما يسهل انتقال الفيروس في ظل عدم نجاعة المراقبة الطبية، كما سيتم أيضا وضع خلية أزمة لمتابعة هذه الظاهرة واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمكافحتها والوقاية منها. وكانت المنظمة العالمية للصحة قد أعلنت، أول أمس، أن الفيروس يمثل حالة طوارئ بالنسبة للصحة العامة تثير قلقا دوليا، وقالت إنها قد تصبح وباء أو انتشارا لمرض خطير على مستوى العالم" وقد يكلف هذا الأمر الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من أسوأ أزماته في غضون عقود تريليونات الدولارات. وتتمثل أعراض انفلونزا الخنازير في ظهور حمى مفاجئة وألم في العضلات والتهاب في الحلق وسعال جاف، ويعاني ضحايا السلالة الجديدة أيضاً، في بعض الحالات، من حالات تقيؤ وإسهال أكثر من المصابين بالأنفلونزا العادية، ويمكن للسلالات الجديدة للأنفلونزا العادية، التي تعتبر أكبر خطر لانتشار وباء عالمي، أن تتفشى سريعا بسبب افتقار الناس للمناعة الطبيعية منها، كما أن تطوير الأمصال الجديدة لها يحتاج لشهور، ومن جهتها أعلنت أما السلطات المكسيكية في آخر حصيلة لها أن الوفيات الناجمة عن انفلونزا الخنازير بلغت نحو 103 بينما ارتفاع عدد المصابين إلى 1614، بينما تم اكتشاف عدة حالات في عدد من بلدان العالم.