شدد المحاضرون في الندوة التاريخية المنعقدة أول أمس تحت عنوان "قراءة قانونية تاريخية في مجازر08 ماي 45" بجامعة فرحات عباس والتي أشرف على افتتاحها وزير المجاهدين محمد شريف عباس بمعية كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عزالدين ميهوبي، على أن باستطاعة الجزائر أن تجبر فرنسا للاعتذار عن جميع جرائمها ومجازرها ضد كل الأعراف الإنسانية والدولية المرتكبة في حق شعب أعزل وغير متكافئ في العدة والعتاد سواء في الثامن ماي أوغيره، كون تاريخ الإستخراب الفرنسي مليء بالنقاط السوداء التي لابد من إماطة اللثام عنها، وذلك بالشروع في معركة قانونية حقيقية وذلك بإثبات أولا أن ماوقع في هذا التاريخ أنها مجازر بأحكام نصوص قانونية، وبالنظر إلى مختلف النصوص القانونية الدولية، استبعد المحاضرون أنه يمكن ان ندخل في معركة ضد فرنسا عبر المحاكم الدولية التي باعتبار جميع القوانين الدولية لتي تتناول الإبادات الجماعية بنفس طريقة 8 ماي غير واردة في الأحكام والنصوص القانوينة إلا فيما بعد سنة 1945، لذلك لا بد حسبهم من البحث عن مداخل جديدة لهذه القضية، مطمئنين الجميع بأن الحلول موجودة للتغلب على هذه الإشكاليات وبإمكان الجزائر أن تربح القضية قضائيا وإجبار فرنسا بقوة القانون على الإعتراف بجرائمها، والحلول المتاحة حسب الباحث القانوني الدكتور قشي الخير عميد كلية الحقوق بجامعة سطيف موجودة ومتوفرة لكنها تحتاج إلى أبحاث أكثر عمقا وتخصصا، وجوهر هذا الحل يكمن في ظل استحالة الفصل فيها دوليا، إلى جر القضية إما أمام القضاء الفرنسي أو أمام القضاء الجزائري، بمعالجة المجازر وفق النصوص القانونية التي تحكم إحدى البلدين، فلفرنسا صخب من القوانين لاسيما تلك الصادرة سنة 1964 والمعدلة سنة 1990 عن تجريم مثل هذه الأعمال والتي استطاعت بموجبه جر أزيد من 27 مجرم حرب إبان الحرب العالمية الثانية أمام العدالة، كما أن القضاء الجزائري يمكنه الفصل في هذه المجازر لثرائه بالنصوص القانونية، غير أن المحاضر شدد على ضرورة تحريك هذه الدعوة القضائية قبل فوات الأوان معتبر أن الجزائر قد فقدت كثيرا من الوقت، باعتبار أن الشهادات الحية لمن ساير تلك الأيام لاتزال على قيد الحياة لكن كل سنة تفقد الجزائر العديد منها، منهيا المداخلة بأن هذه الدعوة القضائية تحتاج أولا وعلى وجه السرعة إلى دراسات قانونية خاصة بهذا الموضوع لإمكانية استغلال الثغرات القانونية رغم محاولات قفلها أمام الشعوب المقهورة. يذكر أن الندوة جاءت ضمن برنامج زيارة وزير المجاهدين إلى مدينة سطيف والتي دامت إلى غاية صبيحة أمس بمسيرة شعبية ضخمة، وأشرف الوزير بالمناسبة على عدة نشاطات برمجة تخليدا لهذه الذاكرة إذ أعطى إشارة انطلاق المراطون الدولي وتوزيع الجوائز على الفائزين كما قام بمعية كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عزالدين ميهوبي بافتتاح المعرض الوطني للكتاب بقاعة المعارض المعبودة بسطيف، ثم قام الوفد بالتوجه إلى بلدية حمام قرقور شمال الولاية أين تم تدشين مركز راحة للمجاهدين هناك، ليعود بعدها إلى مدينة سطيف لتكريم مختلف الفرق الفائزة في المنافسة الدولية لكرة الطائرة التي احتضنتها القاعة المتعددة الرياضات 8 ماي 45، ثم تكريم الفائزين بالدورة الدولية للملاكة بالعلمة، وبدار الثقافة هواري بومدين حضر محمد شريف عباس عرض فيلم تاريخي بعنوان "لو كانت سطيف تهمني".