يعكف أعضاء فرقة "الفرجة" المسرحية بورقلة، على تحضير مسرحية "وداعا إفريقيا" للمشاركة في المهرجان الثقافي الأفريقي الثالث الذي ستعقد فعالياته شهر جويلية القادم بالعاصمة، و تشارك فرقة الفرجة في المهرجان الإفريقي بموضوع إفريقي بامتياز هو "الحرقة" في تناول مسرحي مثقل بالرموز. النص لجمال سعداوي والإخراج لزرزور طبال بمساعدة فضيل عسول والسنوغرافيا ل "غانو". أغلب أحداث المسرحية تدور في قارب وسط البحر اجتمع فيه مجموعة من الشباب من دول افريقية مختلفة: النيجر، مالي، موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، غينيا. وقد كان التعارف بين هؤلاء في البداية عن طريق الإنترنت، وجمعهم "عبد القادر" في نقطة واحدة بالجزائر وكان الهدف المشترك هو "الحرقة"، لينطلق القارب في عباب البحر ومن خلال الحوار المسرحي يتعرف الجمهور على قصص كل من السعيد ولد غاشم ودومادو، ودوغا، وسافيلا، وصابر، ومختار وما يجمعهم وما يفرقهم من خلال دوافعهم للحرقة و ثقافة بلدانهم. وفجأة يحدث طارئ أثناء الرحلة يجعلهم يتخذون قرار بالرجوع والتفكير في مشروع مشترك بدل مواصلة الرحلة، وكان المشروع هو مصنع للحذاء الأفريقي، وتحيل فكرة الحذاء على سلسلة من الرموز والقراءات المختلفة، فهو يرمز من جهة للفقر والبؤس في إفريقيا، كما قد يرمز للمسيرة نحو هدف ما يغير من واقع القارة الاقتصادي و السياسي، دون إسقاط رمز الثورة والانتفاضة والرفض من خلال واقعة حذاء "الزيدي" في وجه بوش رمز الاستغلال والهيمنة العالمي، وكون الحذاء يحيل على الأرض فهو يرمز أيضا لإعادة الأفارقة إلى فضائهم الطبيعي وواقعهم وأصالتهم. وبعد أن كلل مشروع الشباب الإفريقي بنجاح غير منتظر في مداه، دخلوا في صراع مع مستوردي الأحذية الأجنبية من أصحاب رؤوس الأموال والبارونات وأذنابهم المشكلين للمافيا المالية الاقتصادية السياسية، وحيك مخطط لإفلاس المشروع كلل بالنجاح وتم الاستيلاء على الرصيد المالي للشركة. لتبرز الحرقة هذه المرة لمجموعة الشباب، ليس كخيار بحثا عن أحلام ضائعة أو أحلام يمكن أن تضيع، وإنما كقدر و حتمية واقعية و وجودية. وينطلق القارب من جديد و يتحول من قارب نجاة من واقع مزري، وقارب ملاحقة أحلام هاربة إلى قارب هلاك وموت. إذ يعثر صحفي على زجاجة في البحر بها رسالة يتبين من خلالها أن ركاب القارب قد هلكوا، و يعثر بعد ذالك على 4 جثث والبقية مفقودون ولم يعثر لهم على أثر، ليبقى الحلم الأفريقي مفقودا عسى أن يعثر عليه يوما ما.