على هامش يوميات عكاظية الجزائر للشعر العربي التقينا نخبة من المشاركين وكان الحديث عن جدوى الشعر في زمن الحروب الالكترونية والخطاب الإعلامي العربي• الشاعرة والإعلامية الليبية أم الخير الباروني "سعيدة جدا بمشاركتي في عكاظية الجزائر للشعر العربي التي تستضيف نخبة من أبرز الأسماء الشعرية العربية، أرى أنه ضروري جدا تغيير خطابنا الإعلامي العربي لأننا نتعامل بمشاعرنا وتستنزفنا ونحن كجيل جديد تشبعنا بها، لأن الإعلام في الغرب يصورنا كعرب وكمسلمين وعبر آلتهم الإعلامية كمجرمين وكإرهابيين نقتل اليهود الأبرياء وهي صورة غير صحيحة وبالتالي علينا أن نعمل في استراتيجيتنا الإعلامية وكأولوية كيف نصل إلى الآخر ونبرهن له أننا أصحاب حق لأنه انتشرت مفردات في الممارسة الإعلامية العربية أصبحت تغزو إعلامنا منها، الدولة الإسرائيلية، في حين لا نقول الدولة الفلسطينية بل السلطة ولا نقول أيضا رئيس الدولة الإسرائيلية ولا نقول رئيس الدولة الفلسطينية وهي مفردات دخيلة يجب تجاوزها لأنها خطيرة والخوف أن يأتي جيل جديد لا يعي حقيقة لعبة الصراع وحقيقة القضية الفلسطينية وهذا مؤلم وجارح على خطابنا الإسلامي العربي أن يكون أكثر جرأة وقوة والطرح لتوحيد الخطاب ولننظر كيف صاغ في الولاياتالمتحدة، ومن خلال السينما والأفلام وباقي الدعائم تم صياغة خطابهم المفخخ والمدجج بالاختراق العرب وبث سمومهم وحتى من خلال الرسوم المتحركة بل وحتى ألعابهم وأرى كلبنة أولى علينا توحيد خطابنا الإعلامي العربي وفق رؤية استراتيجية مدروسة لأننا كعرب نتحرك بعشوائية"• الإعلامية اللبنانية سوسن الأبطح "ضعف التركيب الثقافي في العالم العربي وغياب التكوين وعدم تجديد مناهج التعليم وراء الضعف المسجل في مجال الشعر والرواية والقصة وغيرها وتراجع الشعر العربي لصالح أجناس أخرى بسبب غياب شعراء يجيدون صياغة المعنى، كما أصبح الشاعر لا يجيد الأوزان ولا يمتلك الأدوات والمعايير كما أن المشكل يكمن في أن الشعراء أصبحوا يشرفون على الصفحات الثقافية في الصحف وبالتالي ينشرون لأنفسهم وأصدقائهم دون نقد، وتراجع الشعر لصالح الرواية أو السينما شيء جميل لا يعني موته لأنه علينا الاستفادة من التكنولوجيا لتطوير العمل الفني فالمسرح والرقص استفادا من الحداثة والتكنولوجيا، وأعتقد أنه ساد في فترة خطاب ثوري امتلك رؤية ثورية للقضية الفلسطينية حيث لم ندخل بعد فكرة السلام على الخط، أما اليوم وفي ظل الظروف الراهنة انقسم الموقف العربي فهناك من يريد التطبيع وهناك من طبع وهناك من رفض وهو ما أفرز نخبة من الخطابات وبالتالي الخطاب المقاوم والمحارب مع ظهور الإرهاب ومحاولة إحراجنا بهذه الظاهرة أصبح الخطاب المقاوم أكثر خفوتا" . الشاعر والإعلامي الأردني أحمد الوحيدي "مراحل عديدة مر بها الشعر العربي وتحديدا الشعر الفلسطيني وتم خلالها التعاطي مع القضية الفلسطينية بوصفها خطابا تحريضيا وما يسمى ب أدب المقاومة هذا الأدب ولما أنتجه من نصوص ومنها شعر المقاومة الذي نشأ بعد نكبة 1967والذي أنتج نخبة من رموز الشعر العربي على غرار الشاعر الراحل محمود درويش، توفيق زياد، سميح القاسم وغيرهم، وخلال ال80 من القرن الماضي تراجع المد الثوري الفلسطيني الحاضنة الأساسية لهذا الخطاب الشعري التحرري كما يمكن الحديث بعدها عن تراجع أدب المقاومة الذي انطلقت بوادره مع البدايات التأسيسية للرعيل الأول كعبد الكريم الكرمي، ابراهيم طوقان، بعد هذا الأدب الوطني والاسئلة الفلسطينية التي طرحها برز شكل آخر غير تحريضي وهو الشكل الذي قاربه الشاعر الراحل محمود درويش بالدخول الى الوجدان الفلسطيني بوصفه سؤال الهوية والوجود والكينونة"• وأضاف الشاعر أحمد الوحيدي بخصوص تراجع الشعر لصالح الرواية "هناك مقولات نقدية عديدة تقول بموت الشعر ديوان العرب لكنه ما يلحظ هو تراجع المشهد الثقافي العربي ككل بسبب أن الخطاب السياسي القومي كان حاملا موضوعيا لهذا الشعر المقاوم أما الآن ومع نكوص وتراجع حركة التحرر في الوطن العربي والفلسطيني تراجعت الحمولة الثقافية العربية"• وعن دور المثقف يرى "المثقف العربي انتهى ومغيب على جميع المستويات وعزل نهائيا ولأسباب موضوعية طرح ما يسمى خلال ال50 وال60 ثنائية المثقفة والسلطة وأعتقد أن الإعلامي هو البديل الموضوعي للمثقف لأنه سريع واستهلاكي وغير عميق وضحل مع السلطة.