تمكنت دوريات الحرس المدني الإسباني من اعتراض ثمانية قوارب لمهاجرين غير شرعيين، ما بين السبت الماضي وفجر أول أمس على متنها 137 مهاجرا، ينحدرون من شرق المغرب ومن السواحل الغربية للجزائر، بحيث تتخوف اسبانيا من تصاعد موجة الهجرة السرية مع بداية فصل الصيف التي تعرف فيه تحسن الأحوال الجوية، رغم تأثيرات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها. وصلت كل القوارب إلى منطقة جنوب شرق الأندلس الممتدة ما بين سواحل إقليمي غرناطة وألميرية، بعدما انطلقت من شرق المغرب وكذلك من سواحل غرب الجزائر، وكانت بعض القوارب قد بقيت في عرض البحر بعدما أصيبت محركاتها بعطب واضطرت سفن دولية للشحن البحري الدولي للتدخل أو إخبار دوريات الحرس المدني والصليب الأحمر لإسعاف المهاجرين الذين لم يحصل لهم أي مكروه حسب تصريحات للحرس المدني الإسباني. وتقوم الشرطة الاسبانية بتحديد هوية المهاجرين الموقوفين خلال الثلاثة أيام الماضية، حيث ستعمل على ترحيلهم إلى المغرب والجزائر تطبيقا للاتفاقية الموقعة بين اسبانيا والبلدين في إطار مكافحة الهجرة السرية. وكان قارب للهجرة السرية انطلق من سواحل غرب الجزائر قد غرق الأسبوع الماضي قبالة سواحل مورسيا شرق اسبانيا وجرى إنقاذ عشرة مهاجرين وانتشال جثة واحد في حين بقي آخر في رهان المفقودين. ومنذ بداية السنة الجارية، وصل إلى جنوب الأندلس قرابة 1450 مهاجرا سريا من سواحل المغرب والجزائر، وإن كان أغلبهم من شواطئ المغرب، ويبدو أن هذا الرقم مقارنة مع السنوات الماضية منخفض جدا ولكنه مرتفع مقارنة مع السنة الماضية وكذلك على ضوء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها اسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي. وتفيد مصادر تابعة لحكومة مدريد أن الأزمة الاقتصادية الحالية تدفع بالكثير من شباب المغرب العربي، وحتى الأفارقة إلى عدم الرهان على الهجرة إلى الضفة الأخرى لأنهم يدركون أن مجيئهم يعني العيش في ظروف قاسية ومن ضمنها البقاء في وضع غير قانوني، لكن رغم هذا، فالبعض يفضل المغامرة والمجازفة خاصة الذين لهم عائلات في الدول الأوروبية.