جدد المغرب اللعب على وتر فتح الحدود البرية مع الجزائر وتجاهل معالجة الأسباب التي كانت وراء غلقها، حيث اعتبر على لسان وزير خارجيته الطيب الفاسي الفهري أنه لا يمكن قيام اتحاد متوسطي دون تعاون بين دول المغرب العربي والعمل على إزالة التوتر فيه. للمرة الرابعة ذهب نظام المخزن لإيهام الرأي العام أن الجزائر تقف حجر عثرة أمام قيام الاتحاد المغاربي الذي ظل مجمدا منذ سنة 1989،حيث وبعد أن جدد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في افتتاح منتدى" المغرب العربي 2030 والشراكة الأوروبية المتوسطية" الذي نظمته الهيئة العليا للتخطيط،أول أمس، دعم بلاده لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي يدعو إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمرتقب الإعلان عنه يوم 13 جويلية المقبل، فقد أكد الوزير المغربي أن المغرب العربي لا يمكن أن يقوم بدوره في التعاون الأوروبي المتوسطي إلا متى فتحت حدوده وخفت حدة التوتر فيه في إشارة منه إلى الحدود المغربية الجزائرية التي بادر المغرب إلى غلقها منذ 1994 دون سابق إنذار. ويحاول المغرب منذ مارس الفارط تدارك الخطأ الجسيم الذي ارتكبه قبل 14 سنة حين قرر غلق حدوده مع الجزائر دون استشارتها وفرض التأشيرة على الجزائريين لدخول أراضيه لترد الجزائر بالمثل قبل أن تعاود المملكة إلغاء التأشيرات سنة 2005 والجزائر سنة 2006، وراح يقفز على كل العوامل التي أدت إلى غلق الحدود البرية بين البلدين مع أن الحكومة الجزائرية اشترطت بلهجة حادة على لسان وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني معالجة الأسباب،خاصة في شقها الأمني. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في الصخيرات جنوبي الرباط أن عدم تمكن دول المغرب العربي الخمس من تحقيق اندماجها يمثل هدرا اجتماعيا واقتصاديا لإمكاناتها، إلى درجة ذهب فيها إلى التأكيد أن قيام الصرح المغاربي يشكل ضرورة أمنية في مواجهة الإرهاب وظاهرة الهجرة والاتجار بالمخدرات التي لا يمكن لأي دولة مغاربية منفردة كسب المعركة ضدها"، مضيفا أن الاتحاد الذي تأسس في 1989 سيطوي قريبا الذكرى العشرين لقيامه وهو يشهد تأخرا في إثبات وجوده وفي الخروج من مأزقه بسبب غياب الإرادة السياسية لأعضائه الخمسة. من جانبه قال باسكال لامي المدير العام للمنظمة العالمية للتجارة في كلمة وجهها عبر "فيديو كونفرنس" إلى المشاركين أن المغرب العربي يجب أن يتجه إلى المزيد من الاندماج".واستغرب محدودية التجارة بين الدول المغاربية قبل أن يخاطبها قائلا "لتمضوا بعيدا في التعاون فيما بينكم خاصة وأن التجارة تشكل بعدا أساسيا للاقتصاد"،موضحا أنه بالرغم من أن الدول العربية هي من كبار مصدري النفط فان قطاع الخدمات يمثل نصف الناتج الإجمالي المحلي للعالم العربي وأول موفر لفرص العمل. وأضاف لامي في هذا السياق أن العامل المشترك بين اقتصادات المغرب العربي هو اعتمادها على التجارة العالمية، معتبرا ذلك أمرا حيويا للمنطقة"،وقال عبد اللطيف الجوهري محافظ البنك المركزي المغربي أن غياب الاندماج المغاربي يكلف اقتصادات الدول الخمس نقطتي نمو سنويا، مشيرا إلى أن التجارة البينية المغاربية لا تمثل إلا 2 بالمائة من إجمالي تجارة الدول المغاربية،واعتبر أن الاستثمارات المغاربية هامشية،واصفا نسبة البطالة التي يبلغ معدلها 16 بالمائة ب"النقطة السوداء" في بلدان المغرب العربي.