أكد سفير فرنسابالجزائر"غزافيي دريانكور" ببجاية أمس، أن العلاقات بين البلدين متينة وتتحسن نحو الأحسن يوما بعد يوم، مضيفا أن ماساهم في ذلك وجود إرادة سياسية بين ساسة البلدين في جعل العلاقات بين الجزائروفرنسا كلها جودة وحيوية وتنمو وتتطور بما يخدم مصالح الطرفين، كما كشف من جهة أخرى عن تنصيب فرق عمل ولجان من أجل ترقية مبادرات مشتركة في سبيل استرجاع الأرشيف المتعلق بالسيادة الوطنية . عبر دريانكور خلال اللقاء الذي جمعه مع ممثلي الصحافة الوطنية عن قناعته البالغة بأن العلاقات بين الجزائروفرنسا في تحسن مضطرد وجاري نحو التطور، حيث نوه في هذا الخصوص بوجود حافز قوي لدى المؤسسات الفرنسية من أجل المجيء إلى الجزائر ليس فقط بغية التجارة وإنما لأجل الاستثمار كذلك، حيث ذكر في هذا الشأن ببلوغ قيمة الاستثمارات الفرنسية بالجزائر 350 مليون يورو عام 2008. وأشار ذات المتحدث في ذات السياق إلى وجود 430 مؤسسة فرنسية تنشط بالجزائر، مع مواصلة الجهود لتحفيز للاستثمار داخل الجزائر كما قال، مؤكدا من جهة أخرى على تركيز الجهود لتسهيل التحويلات التكنولوجية والتقنية إلى مكان الاستثمارات. أما بخصوص مسألة التأشيرات أفاد سفير فرنسابالجزائر بوجود تحسن كبير في ظروف الاستقبال على مستوى مصالح القنصلية والسفارة الفرنسية التي سلمت عام 2008 حوالي 132 ألف تأشيرة بنسبة 40 بالمائة، منها ما تسمح بتنقلات عديدة لمدة طويلة في الوقت الذي بلغت فيه عدد طلبات التأشيرة المستقبلة من قبل مصالحه 200 ألف طلب، وفي رده عن سؤال حول استعادة الأرشيف الجزائري أبرز المتحدث التطور الطارئ في هذه القضية التي مازالت تشغل بال السياسيين وشتى أطياف المجتمع المدني، مشيرا إلى استعادة الجزائر لأرشيف الفترة العثمانية وأرشيف الحالة المدنية وكل الأرشيف المتعلق بإدارة الحكومة الفرنسية خلال فترة الاحتلال، وتابع المتحدث بقوله:" لم يتبقى حاليا إلا ما تعلق بالأرشيف الخاص بالسيادة الوطنية، مشيرا في هذا الشأن إلى تنصيب فرق عمل ولجان من أجل ترقية مبادرات مشتركة في هذا الميدان. هذا وأبرز دريانكور في سياق متصل إبرام اتفاقيات مؤخرا ما بين المديريات الوطنية للأرشيف الخاص بالبلدين، وكذا استعادة الجزائر لخرائط الألغام بالموازاة مع منح وثائق عن فترة الاستعمار للتلفزيون الجزائري، واختتم حديثه بقوله:" علينا التوصل إلى مقاربة هادئة لقضايا الذاكرة التي تجمع ما بين فرنساوالجزائر"، في إشارته له إلى تبني طرح الرئيس ساركوزي القاضي بضرورة ترك مسألة الذاكرة التاريخية بين البلدين إلى المؤرخين بعيدا عن رأي السياسيين. للإشارة تندرج زيارة السفير الفرنسي إلى بجاية في إطار عمليات تعزيز التعاون ما بين البلدين والبحث والتنقيب عن فرص الاستثمار المتاحة في المناطق الداخلية للبلاد، حيث التقى السفير بالمسؤولين المحليين بالولاية وقام بزيارة ميدانية لمركب "سفيتال" بالمنطقة.