أبدى سفير فرنسا في الجزائر «كزافييه دريانكور» أول أمس بالجلفة، اهتمام بلاده في المساهمة في تطوير السياحة في الجزائر، مشيرا إلى أنه بإمكان فرنسا تقديم مساعدة ثمينة في هذا المجال، حيث أكد قائلا أن فرنسا مستعدة لتقديم المساعدة لإنعاش القطاع السياحي في الجزائر وتمكينه من الاستفادة من قدراته الكبيرة غير المستغلة كما ينبغي حاليا. أكد «كزافييه دريانكور»، أثناء ندوة صحفية نشطها بمقر ولاية الجلفة، أن المجمعات السياحية الفرنسية الكبرى مثل "أكور" و"كلاب ماد" مستعدة لوضع مهاراتها تحت تصرف الطرف الجزائري مضيفا أنه ينبغي للقائمين على القطاع السياحي في الجزائر تزويد المناطق ذات القدرات السياحية الهامة بمرافق استقبال قادرة على امتصاص مجموعات السياح الراغبين في زيارة الجزائر وتنويع المنتوج المقترح عليهم، وذكر الدبلوماسي الفرنسي أنه ينبغي للجزائر أن تكون أكثر عزما على ترقية وجهة الجزائر إذا أرادت أن تحتل مكانتها في هذه السوق المربحة مذكرا أن هناك طلب كبير من الجانب الفرنسي، كما حث على بذل مجهود في مجال توفير المنشآت لجلب السياح الفرنسيين وجعلهم أوفياء لوجهة الجزائر، وفيما يخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين أبى السفير الفرنسي إلا أن يذكر بأن بلاده تبقى المستثمر الأول -خارج المحروقات- في الجزائر وفي الوقت ذاته الموفر الكبير لمناصب العمل بما لا يقل عن 130 ألف منصب منها 35 ألف منصب مباشر تم استحداثها على مستوى 430 مؤسسة وشركة فرنسية تنشط في الجزائر، ويعتبر هذا الدبلوماسي أن الاستثمار الفرنسي يندرج ضمن إستراتيجية على المدى البعيد على عكس دول أخرى ترجح التجارة على الاستثمار، مضيفا أن المؤسسات الفرنسية تفضل التوصل إلى أشكال شراكة على المدى البعيد مع الطرف الجزائري وعيا منها بأهمية هذه السوق التي تعد من أهم الأسواق من نوعها بشمال إفريقيا. واعتبر السفير الفرنسي الزيارة الأخيرة التي قام بها رجال الأعمال الفرنسيين أنها سمحت بإزالة كل المخاوف التي أثارها قانون المالية الجديد في نفوس جزء من أرباب العمل الفرنسيين وحث رجال الأعمال ورؤساء المؤسسات على إعادة النظر في جو الأعمال في الجزائر. وكان سفير فرنسا قد التقى قبل ذلك بمقر مديرية التجارة للجلفة بمسؤولي غرفة التجارة والصناعة التقليدية ومدراء المصالح الفلاحية والطاقة والمناجم والسياحة، وكان هذا اللقاء بمثابة فرصة سانحة للمشاركين لعرض فرص الاستثمار المتاحة محليا في مجالات الصناعات الغذائية التحويلية وتربية المواشي والسياحة، وبالمناسبة استفسر «كزافييه دريانكور» عن التجارب الناجحة المحققة في الميدان الزراعي لاسيما في مجال غراسة الأشجار المثمرة وتربية المواشي، وجدد الدبلوماسي الفرنسي من جهة أخرى الاستعداد الكامل لرجال الأعمال والمؤسسات الفرنسية للاستثمار بالمنطقة وعبر كافة التراب الجزائري والمساهمة في استحداث مناصب عمل جديدة.