قسنطينى: "أنتظر الضوء الأخضر من الرئيس لمباشرة الإجراءات القانونية للتعويض" قال رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، بمناسبة ذكرى تفجيرات رفان النووية، إن العلاقات المتوترة بين الجزائروفرنسا، حالت دون إقدام باريس على خطوة إيجابية فيما يخص تعويض الجزائريين ضحايا التجارب النووية الفرنسية في الصحراء، محملا جزءا كبيرا من المسؤولية للسلطات الجزائرية، التي قال عنها إنها لم تكن حازمة في الأمر وتتقدم لنظيرتها الفرنسية بطلب رسمي بالاعتذار وتعويض الضحايا• وأوضح قسنطيني أن هيئته لا تستطيع القيام بأي مبادرة في الأمر، رغم أن قضية التعويض ذات أساس قانوني، في إشارة منه إلى المادة الخامسة من اتفاقية روما 1998 المحددة لجرائم الحرب الكبرى، بينها التجارب النووية، إلا أن حساسية العلاقات بين البلدين والبعد السياسي للقضية، حال دون ذلك، مبديا استعداده لمباشرة الإجراءات القانونية لوضع فرنسا في الصورة، إذا حصل على ما أسماه بالضوء الأخضر من رئيس الجمهورية، معتبرا أن الضغوطات المتزايدة للمتقاعدين في الجيش الفرنسي وراء تفكير السلطات الفرنسية في مشروع قانون لتعويض هذه الشريحة، مستثنية الجزائريين من ذلك• ومن شأن هذا التعامل الجديد لباريس مع القضية أن يؤثر على تنكر باريس لجرائمها في الجزائر ويدفعها آجلا أم عاجلا إلى معاملتهم كالفرنسيين، حيث تصبح الإدانة ثابتة، خاصة وأن فرنسا ذاتها كانت وراء مطالبة ألمانيا بتعويض اليهود عن رواية المحرقة، كما طالبت تركيا بالاعتراف بما تردد عن إبادة الأرمن في عهد الدولة العثمانية، كما بادرت إيطاليا بتعويض ليبيا عن سنوات الاستعمار من خلال إقامة عدة مشاريع تنموية• ورغم أن المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، كانت قد تكلمت في 2007 عن تشكيل خلية للدفاع عن حقوق الجزائريين المتضررين من التجارب النووية في الصحراء بمعية مجموعة من الأستاذة والمؤرخين، تأخذ على عاتقها رفع دعوى قضائية في المحكمة الجزائية الدولية ضد السلطات الفرنسية، لمطالبتها بتعويض ضحايا هذه التجارب والاعتراف بجرائمها ضد الإنسانية، إلا أنه ولحد الساعة لم يذكر أي جديد في مساعي الهيئة• وفي نفس السياق، نشرت وزارة الدفاع الفرنسية موخرا على شبكة الأنترنيت، تقريرا تعترف من خلاله بإجراء تجارب نووية• وكشف البروفيسور العبودي من خلال كتابه "يرابيع رفان"، الذي ينقل فيه حقائق عن التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، "أن العمر الزمني لها هو 4•5 ملايير سنة!! وهذا معناه أن أجيالا وأجيالا سيعانون من آثار التجارب النووية الفرنسية في رفان وتمنراست، لاسيما قبائل التوارف الرحل الذين يعبرون المنطقة، فضلا عن تأثر الطبيعة والبيئة والحيوان"• وأضاف المؤرخ أن "المنطقة الإشعاعية للتجارب تمتد على مساحة تفوق 600 كلم طولا، وبعمق نحو 80 كلم، من رفان إلى تمنراست، فالتجربة الأولى في 13 فيفري 1960 كانت بقوة تفجيرية تساوي 3 أضعاف قنبلة هيروشيما، إلى درجة أن العصف النووي قد دمر الكاميرا التي كانت مبرمجة لالتقاط صور عن التفجير، فاضطرت فرنسا إلى تركيب صور إشهارية عن قنبلة نيومكسيكو الأمريكية••!"، "4 تفجيرات، كل تفجير "نقطته الصخرية" تبعد عن الأخرى ب 100 إلى 150 كلم، ويعرض نحو 80 كلم•• معناه "كارثة•• لاسيما وأن المنطقة مفتوحة"• وحول التجارب العلمية التي أجراها في نواحي تمنراست حول تأثير اليورانيوم على الصحة، كتب العبودي قائلا "هناك مسح صحي ما بين 1990 2005 أظهرت العينة المدروسة فيه أن الإصابات السرطانية في المنطقة مرتفعة بشكل كبير، قياسا مع المناطق البعيدة عن مراكز الإشعاع•• لاسيما في جبال تمنراست، وبالذات جبل "هينكر"، حيث كانت التفجيرات ضخمة جدا إلى درجة أن نرى كتلا من الصخر المذاب رغم عمق التجربة داخل الجبال في أنفاق عمودية وأخرى أفقية"•