كشفت وزارة العدل الامريكية النقاب عن أن وكالة المخابرات المركزية الامريكية "سي أي إيه" دمرت 92 شريط فيديو تتضمن تسجيلات لاستجوابات عنيفة تمت خلال عام 2002 بما في ذلك اثنان من المشتبه بهم، قالا فيما بعد أنهما تعرضا لمحاكاة الغرق• وكانت وكالة المخابرات المركزية قد اعترفت بتدمير أشرطة إلا أنها لم توضح عددها• ووزارة العدل هي المنوطة بوضع الضوابط القانونية التي تحكم معايير الاستجواب• وتعرضت الوزارة خلال فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش لانتقادات لأنها كانت تؤيد سياسة القسوة في الاستجواب بما في ذلك اللجوء الى أساليب محاكاة الغرق• وتابع وزير العدل الامريكي يقول "لا يمكننا مطالبة دول أخرى بالوقوف الى جانبنا في سعينا وراء اقامة العدل اذا لم ينظر الينا على أننا نسعى وراء ما هو مثالي"• ومحاكاة الغرق هى إحدى أكثر ممارسات إدارة بوش التي قوبلت بالانتقادات وسلمت وكالة المخابرات المركزية باستخدامها مع ثلاثة من المشتبه بهم في قضايا الارهاب قبل أن تقول إنها توقفت عنها سنة 2003• وأمر أوباما في جانفي الماضى إثر تسلمه مهامه الرئاسية بوجوب التزام الوكالات الحكومية الامريكية بضوابط الاستجواب المنصوص عليها في الدليل الميداني للجيش الذي يحظر محاكاة الغرق• لكنه طلب أيضا مراجعة ممارسات الاعتقال والاستجواب التي يقول بعض المنتقدين في مجال حقوق الانسان إنها تركت إمكانية إقرار بعض أشكال الاستجواب القاسية لاحقا مفتوحة• وقال هولدر إنه على الرغم من أن كثيرا من الممارسات ستخضع لمراجعة بموجب الأوامر التنفيذية لأوباما فإن "واحدة على الاخص (محاكاة الغرق) لن تراجع على الإطلاق"• وأعاد أوباما الذي تولى السلطة في 20 جانفي التأكيد في خطاب أمام الكونغرس الاسبوع الماضي على تعهده الانتخابي بوضع مسار جديد لسياسات مكافحة الارهاب وتعهد "بعدالة ناجزة وأكيدة للإرهابيين المحتجزين"• وفي الوقت نفسه، استبعد وزير العدل الامريكى إيريك هولدر الاثنين اللجوء الى محاكاة الغرق كأسلوب لاستجواب المشتبه بهم في قضايا الارهاب ووصفه بأنه أحد صور التعذيب التى لا يمكن لإدارة الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما أن تتسامح معه• وتسلط تصريحات هولدر الضوء على اتباع إدارة أوباما نهجا مخالفا لسياسات مكافحة الارهاب التي كانت تنتهجها إدارة الرئيس الامريكي السابق، جورج بوش• وقال هولدر الذي يرأس مراجعة لمعاملة المشتبه بهم في قضايا الارهاب في كلمة له أمس في واشنطن أن "محاكاة الغرق تعذيب" مؤكدا أن وزارته " لن تلتمس له العذر أو تتسامح معه"•