استبعد وزير العدل الامريكى ايريك هولدر أمس اللجوء إلى محاكاة الغرق كأسلوب لاستجواب المشتبه بهم في قضايا الإرهاب ووصفه بأنه احد صور التعذيب التي لا يمكن لإدارة الرئيس الامريكى الجديد باراك اوباما أن تتسامح معه . وتسلط تصريحات هولدر الضوء على إتباع إدارة اوباما نهجا مخالفا لسياسات مكافحة الإرهاب التي كانت تنتهجها إدارة الرئيس الامريكى السابق جورج بوش . وقال هولدر الذي يرأس مراجعة لمعاملة المشتبه بهم في قضايا الإرهاب في كلمة له أمس في واشنطن أن "محاكاة الغرق تعذيب" مؤكدا أن وزارته " لن تلتمس له العذر أو تتسامح معه ." وفي الوقت نفسه كشفت وزارة العدل الأمريكية النقاب عن أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سى اى ايه دمرت 92 شريط فيديو تتضمن تسجيلات لاستجوابات عنيفة تمت خلال عام 2002 بما في ذلك اثنان من المشتبه بهم قالا فيما بعد أنهما تعرضا لمحاكاة الغرق . وكانت وكالة المخابرات المركزية قد اعترفت بتدمير شرائط إلا أنها لم توضح عددها. ووزارة العدل هي المنوطة بوضع الضوابط القانونية التي تحكم معايير الاستجواب. وتعرضت الوزارة خلال فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش لانتقادات لأنها كانت تؤيد سياسة القسوة في الاستجواب بما في ذلك اللجوء إلى أساليب محاكاة الغرق. وتابع وزير العدل الامريكى يقول"لا يمكننا مطالبة دول أخرى بالوقوف إلى جانبنا في سعينا وراء إقامة العدل إذا لم ينظر إلينا على أننا نسعى وراء ما هو مثالي." ومحاكاة الغرق هي إحدى أكثر ممارسات إدارة بوش التي قوبلت بالانتقادات وسلمت وكالة المخابرات المركزية باستخدامها مع ثلاثة من المشتبه بهم في قضايا الإرهاب قبل أن تقول أنها توقفت عنها في سنة 2003. وأمر اوباما في جانفي الماضي اثر تسلمه مهامه الرئاسية بوجوب التزام الوكالات الحكومية الامريكى بضوابط الاستجواب المنصوص عليها في الدليل الميداني للجيش الذي يحظر محاكاة الغرق. لكنه طلب أيضا مراجعة ممارسات الاعتقال والاستجواب التي يقول بعض المنتقدين في مجال حقوق الإنسان أنها تركت إمكانية إقرار بعض إشكال الاستجواب القاسية لاحقا مفتوحة. وقال هولدر انه على الرغم من أن كثيرا من الممارسات ستخضع لمراجعة بموجب الأوامر التنفيذية لاوباما فان"واحدة على الأخص محاكاة الغرق لن تراجع على الإطلاق". وأعاد اوباما الذي تولى السلطة في 20 جانفي التأكيد في خطاب أمام الكونغرس الأسبوع الماضي على تعهده الانتخابي بوضع مسار جديد لسياسات مكافحة الإرهاب وتعهد "بعدالة ناجزة وأكيدة للإرهابيين المحتجزين ."