كادت أن تحدث فتنة بين أبناء منطقة أولاد نايل التي تضم عددا من السكان، يضعها في الرتبة الثالثة بعد العاصمة وسطيف، بسبب الانتخابات منذ صبيحة الأربعاء الماضي، التوقيت الذي اختاره عناصر من نشطاء أحزاب دعاة المقاطعة، والذين نشروا إشاعات مفادها أن بوتفليقة أقصى سكان ولاية الجلفة من المحسوبين عليه، ودليل ذلك تراجعه عن تنظيم تجمع بها في آخر لحظة، وهو ما لقي صدى لدى بعض الأعيان الذين يعدون من أشد مناصري الرئيس عن مواقفهم بشكل جعل من بعضهم يعلن امتناعه عن التصويت، وسرعان ما انتشر الخبر بين أبناء المنطقة وبدأت حرب المواقف تحتدم بين المصدق للأكذوبة المفتعلة والرافض حتى مناقشتها لصلادة مواقفهم• وكان تباين المواقف مما زرعه المقاطعون إلى غاية منتصف نهار الخميس يوم الاقتراع سببا حال دون تدفق أفواج الناخبين مثلما عهدته المنطقة منذ ,1999 الأمر الذي استنفر أنصار الرئيس من أعوان المداومات وفي مقدمتهم نشطاء منظمة الدفاع عن السلم والمصالحة التي تحظى إلى جانب باقي الأحزاب بمكانة مهمة في المجتمع المدني• وتنقلت فرق من نشطاء المنظمة وممثلي أحزاب التحالف بين أعيان منطقة أولاد نايل وشرحوا لهم خلفية ما يشاع، وأن من يقف وراء هذه ''الفتنة'' هم دعاة المقاطعة من نشطاء الأحزاب الداعية لها، وأنهم أوهموهم بأن الرئيس أقصى المنطقة وأصبحت على عكس الاستحقاقات الماضية خارج دائرة اهتماماته• وكان إقناع الغاضبين بالقول ''إن الرئيس لم يأت للمنطقة ليس لأنه رتّبها في آخر اهتماماته وأنه لم تعد محسوبة عليه، لكن لأنه على يقين بأنه يسكن قلوبهم وأنه أراد التركيز على مناطق أخرى، وهو على قناعة بأن أولاد نايل لا تتغيّر مواقفهم ومساندتهم له''• وكانت هذه الشروحات قطرة الماء التي أطفأت الجمرة وأعادت المياه إلى مجاريها وقرر الجميع التدفق على مكاتب الاقتراع وتسجيل المشاركة وإثبات أن ''مؤامرة المقاطعين'' فشلت وأنهم لن يستعملوا بزرع الفتنة إلى مقاطعين وسجلوا أرقاما جعلت من نسبة المشاركة والتصويت على بوتفليقة من بين أولى الولايات على غرار الرئاسيات السابقة•