صلاة الفجر دليل على قوة الإيمان وبراءة من النفاق، لمشقة الصلاة في هذا الوقت على النفس، لذا قال رسول الله ص: ''إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً'' (متفق عليه)• الفوائد الصحية التي يجنيها المسلم بيقظته في الفجر فهي كثيرة، منها ''أن أعلى نسبة لغاز الأوزون 3د في الجو تكون عند الفجر، وتقل تدريجياً حتى تضمحل عند طلوع الشمس، ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي، ومنشط للعمل الفكري والعضلي، حيث يجد الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمى ريح الصبا يجد لذة ونشوة لا شبيه لها في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل''• وركعتا الفجر هما السنة القبلية التي تسبق الفرض، وقد قال عنهما النبي ص: ''ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها''• فإذا كان هذا عن السنة، فما بالنا بالفرض؟ وقد ذكر النبي (ص) أن من حافظ على صلاتي الفجر والعصر دخل الجنة، فقد روى البخاري ومسلم قوله ص: ''من صلى البردين دخل الجنة''، وقال ص: ''لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها''• يقول الإمام المناوي: ''وخصهما لزيادة شرفهما أو لأنهما مشهودتان، تشهدهما ملائكة الليل والنهار أو لكونهما ثقيلتين شاقتين على النفوس، لكونهما وقت التشاغل والتثاقل، ومن راعاهما راعى غيرهما بالأولى، ومن حافظ عليهما فهو على غيرهما أشد محافظة••••فكيف يجرؤ من يسمي نفسه داعية على أن يدعو إلى الخير وهو ذو نفس لا تنكر عليه عدم قيامه حق القيام بركن من أركان الإسلام؟ وكيف لا يخشى بأن يوصف بما وصف به المنافقون؟ ولسمو منزلة الفجر، فقد أقسم به المولى جل وعلا في كتابه الكريم: ''والفجر (1) وليال عشر (2) والشفع والوتر (3) والليل إذا يسر (4) هل في ذلك قسم لذي حجر (5)''• (الفجر)• وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يجعلون حضور صلاة الفجر الميزان الذي يزنون به الرجال، فمن حضرها وثقوه، ومن غاب عنها أساؤوا به الظن، فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول: ''كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن''• فهل تهز هذه الكلمات دعاة اليوم وتجعلهم ينافسون الآخرين باشتنشاق ريح الصبا؟ وهل يكونون من الأوائل الذين يذكَرون في قوائم المتعاقبين من الملائكة أمام الرب جل وعلا؟