حدثنا عن بداية مشوارك الرياضي ؟ بطبيعة الحال بدايتي كانت في نهاية الستينات وبداية السبعينات مع فريقي الأول أو بالأحرى المدرسة الكروية اتحاد سطيف التي تخرجت منها، ثم انتقلت مباشرة نحو فريق وفاق سطيف وقد لعبت في الاتحاد لمدة قاربت 8 سنوات تحت إشراف المدرب سنساوي بوعلام الذي يعود له الفضل الكبير في تكويني وحتى تكوين فريق الوفاق الذي تحصل على كاس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1988 حيث أن اغلب اللاعبين تخرجوا على يد هذا المدرب الذي يستحق وسام الشرف في الكرة الجزائرية• وأقول هذا لأن العمل الذي قام به أثمر بعد سنوات والذي أعتبره شخصيا ثمرة عمل جبار من قبل شخص أعطى للكرة الجزائرية الكثير• أحلى أيام عاشها الدراجي في مشواره الرياضي ؟ في حياتي الكروية مررت بمراحل جميلة وأخرى مريرة• فإن بدأت أتكلم عن المريرة فهي يوم نزول الوفاق إلى القسم الوطني الثاني وهو يوم تاريخي بالنسبة لي، حيث لم أكن أتوقع ما حدث في تلك السنة والتي تعتبر الأولى في تاريخ هذا الفريق، رغم أنه كان يمتلك مجموعة من اللاعبين الأحسن في الجزائر• أما أحلى أيامي فهو تتويجنا باللقب الإفريقي حيث ما زالت ذكريات الكأس راسخة وستبقى ما حييت• كيف تفسرون غيابكم عن الساحة الرياضية في السنوات الأخيرة ؟ والله الظروف ربما لم تسمح لنا بالاحتكاك في المجال الرياضي في هذه السنوات نظرا للمشاغل الكثيرة، حيث اتجه بنا التيار إلى مجال آخر وهو السياسة التي أهواها كثيرا وأعتبرها واحدة من السبل الكفيلة بإنعاش مستقبل أفضل للجزائر، وهو الشيء الذي حرمني من أن أشارك ولو بالشيء القليل في مد يد العون للرياضة في بلادنا• لكن كمتابع فأنا دوما وفيّ للكرة الجزائرية عامة والسطايفية، خاصة ولا زلت أشاهد عن قرب مباريات وفاق سطيف واتحاد سطيف كمناصر بالدرجة الأولى، وسأبقى كذلك ولم لا في المستقبل أمنح ولو القليل للشباب الصاعد النصائح لإخراج الكرة الجزائرية مما هي عليه• أهم المغامرات التي صادفتك في تاريخك الكروي؟ من أغرب وأجمل المغامرات التي صادفتني خلال مشواري الكروي هي سفريتي مع الوفاق إلى أدغال إفريقيا بالضبط إلى سيراليون حيث انطلقنا بالطائرة عبر مراحل أولها كان من الجزائر نحو موريتانيا ثم إلى السنيغال بعدها ركبنا طائرة أخرى متجهين إلى غينيا، لكن لسوء الحظ عند وصولنا وجدنا الطائرة التي كانت متوجهة نحو سيراليون قد أقلعت• والمضحك في الأمر أننا لم نجد ما نأكله نظرا لنقص الإمكانيات آنذاك، واضطررنا أن نستقل سيارات أجرة للتوجه نحو سيراليون، وعلى ما أظن وصولنا إلى الحدود كان عند الثالثة صباحا، حيث مررنا بنقطة الجمارك التي لم نجد فيها حتى الكهرباء لنكتب أوراق مرورنا، فاستعملنا الشموع• واستغرقت هذه الرحلة يومين كاملين وكان وصولنا قبل لعب المباراة بأقل من 24 ساعة• رغم كل هذا أقمنا حصة تدريبية وفزنا على الفريق الخصم بهدف دون رد أنسانا كل ما عانيناه• وثاني مغامرة هي تلك التي كانت ضد فريق من نيجيريا حيث بدأت المرحلة الأولى من الجزائر نحو باريس ثم إلى لاغوس التي أذكر أننا وصلناها حوالي الساعة الرابعة مساء، وانتظرنا في المطار أكثر من أربع ساعات، ثم ركبنا الطائرة نحو المدينة التي سنلعب فيها المقابلة• لكن الشيء الذي دهشنا له هو كلام قائد الطائرة الذي قال لنا بأن المطار مغلق إلى غاية الغد، ما اضطرنا للرجوع إلى لاغوس ثانية لنعود في الصباح، وهي أغرب حادثة حصلت لي• هل سبق لك أن احترفت في فريق خارج الوطن ؟ نعم كان ذلك في موسم 1984 / 1985 جربت حظي مع فريق فرنسي كان ينشط في الدرجة الثالثة اسمه كوربايسن، لكن ظروف عملي بالجزائر أجبرتني على العودة ومزاولة نشاطي الرياضي ببلدي• وكما تعرفون أن الاحتراف في ذلك الوقت ليس كما هو عليه الآن، ربما كان اللاعب الجزائري أحسن بكثير من لاعبين آخرين ببلدان أخرى وليس من الصعب الاحتراف، إلا أنني فضلت أن ألعب بالجزائر، وكانت لي مراحل جميلة بعد ذلك مع وفاق سطيف والفريق الوطني• هل سبق لك أن دربت فرقا بعد حصولك على شهادة التدريب ؟ هدفي الوحيد الذي لم يسعفني الحظ في إنجازه هو إخراج فريق يسعى لإحداث تغيير في الكرة الجزائرية• وقد سبق لي أن بدأت هذه التجربة مع عدة فرق أذكر منها فريق عين الروى، وفاق سطيف أشبال وغيرها• لكن لم أجد الإمكانيات اللازمة• فرغم أنني كانت لي اتصالات حتى من خارج الوطن، إلا أنني أبيت إلا أن أعمل من أجل تحقيق هدفي هنا بالجزائر• وكما قلت هناك نقص الإمكانيات خاصة منها المادية لتكوين شباب المستقبل، فالظروف كانت أقوى وربما اليوم هناك تغيير من حيث الإمكانيات كما سبق لي وتحدثت هي بحاجة لمثل هذا التغيير وتكوين شبان يستطيعون رفع التحدي لمنافسة أحسن الفرق العالمية• دراجي بين الحياة العائلية والرياضة الحمد لله أسعى وراء تربية أولادي أولا على الأخلاق الحميدة، وأريد أن أبرهن على نتائجي الطيبة في الرياضة بتنمية الفكرة في أولادي في المستقبل إن شاء الله• لي بنتان الأكبر اسمها نجاح وهي تدرس بالجامعة سميتها بهذا الاسم لأنها مولودة سنة 1988 أي عام تتويجي بكأس رابطة أبطال إفريقيا، أما الصغرى فريال فتسعى هي أيضا من أجل اللحاق بالمستوى الذي وصلت إليه أختها في الدراسة• مهدي رياضي اختصاص سباق السرعة، أما الصغيران أصيل وأصلان فأتنبأ لهما بمستقبل زاهر في كرة القدم وأتابعهما بعناية ليكونا كذلك، وهو ما أتمناه لإكمال ما بنيته أنا ويكونان خير خلف لخير سلف• وما رأيك في واقع وفاق سطيف اليوم؟ الوفاق يمكن اعتباره كأحسن فريق في الجزائر حاليا والنتائج وحدها تتكلم، وأنا أسعد لانتصاراته، وأتمنى أن تتواصل وتتطور••• لكنه إذا قلنا قد اقترب من تحقيق اللقب الوطني فهو قد ابتعد عن المحافظة على لقبه العربي ؟ أهم شيء هو أن يواصل الفريق إحرازه للألقاب، وتتويجه بالبطولة مفخرة لكل السطايفية• أما حظوظه في دوري أبطال العرب فما تزال قائمة وحتى إذا أقصي فسيكون أمرا منطقيا لأنه لا يوجد أي منتخب أو ناد يمكنه التتويج دوما••• وماذا عن حظوظه في الكأس وقمة المربع الذهبي التي ستجمعه بالبرايجية ؟ صراحة أنا واحد من السطايفية الذين اشتاقوا للتتويج بالكأس الغائبة عنا منذ أن كنت لاعبا أي عام 1990 وأعتقد أن الوفاق هذه السنة لديه القدرة على كسب الدوبلي والجمع بين البطولة والكأس• لكن مواجهة البرج ستكون صعبة للطرفين وأملي فقط أن تكون في سمعة الطرفين وتلعب في روح رياضية بين الجارين• كلمة أخيرة نختم بها هذه الدردشة الطيبة ؟ والله أنا جد سعيد بهذا اللقاء الذي أعتبره كرما من حضرتكم والالتفاتة الطيبة التي أدخلت السعادة في قلبي• ما أتمناه أن يستوعب هذا الشباب القادم الخلاصة التي أوجهها له وهي أن التفاني والجد في العمل يفتح أبواب النجاح، والمستقبل سيكون زاهرا إن شاء الله، فرفع التحدي والمثابرة وعدم السعي وراء ما لا ينفع سيكون سبيل نجاح الكرة الجزائرية وشكرا•