تحتضن قاعة الموقار بالعاصمة الجزائرية بدءاً من يوم الأحد 3 ماي 2009 العرض الشرفي الأول، لآخر فيلم للمخرج الجزائري المغترب طارق تقية والمعنون ب ''إنلاند'' والحائز مؤخراً على جائزة فيبريسي بالمهرجان الدولي للبندقية، ويندرج هذا العرض في إطار النشاط السينمائي المسطر من طرف الديوان الوطني للثقافة والاعلام التابع لوزارة الثقافة الجزائرية. تروي أحداث الفيلم، الذي أُنتج سنة 2008 وعبر الساعتين و28 دقيقة من الزمن، قصة مالك، مهندس طبوغرافي، بلغ العقد الرابع من عمره، يعيش العزلة، ويقبل بإلحاح من صديقه لخضر، مهمة في منطقة من الغرب الجزائري، وهذا تحت إشراف مكتب دراسات بمدينة وهران، كان يعمل له منذ مدة ليست طويلة، حيث كُلف بإجراء تخطيط معالم الخط الكهربائي الجديد الذي سوف يزود بعض المداشر المحصورة من مرتفعات ضاية، وهي المنطقة التي كانت عرضة للإرهاب خلال العقد الماضي. لدى وصوله إلى الموقع بعد عدة ساعات من مسافة الطريق، شرع مالك في توظيب غرفة صحراوية متلفة كانت قد احتضنت فرقة سابقة، جاءت إلى الموقع نهاية التسعينات، وتم إبادتها في هجوم إرهابي. ومع بزوغ فجر اليوم الثاني، شرع مالك في العمل، حيث أجرى أولى البيانات الطبوغرافية، وأجرى قياسات حول موقع المخيم، ولما خيم ظلام الليل، عاد إلى فراشه للخلود إلى النوم، لكن من دون جدوى، لأن إنفجارات قوية قد كسرت صمت الليل الداجي ويقدم فيلم ''قبلة'' مرة أخرى هذه الحاجة إلى الجماليات، بتظافر قوة الاستعارة مع الرسالة المعتمدة، فهذا الفيلم يروي مرة أخرى هذه السفرة البعيدة والمستحيلة في هذه الأرض النائية من خلال مغامرة إنسانية فريدة جرت في اللازمان تقريبا. أين يبقى الشعر مذهولاً أمام الطبيعة، وخطوط مرسومة من طرف المخرج من خلال نظرة المهندس الطوبوغرافي، كان يجب على طارق تقية أن يصور في مختلف أرجاء الجزائر، الصحراء، الأوراس، لينجز لنا فيلماً حافلاً باللحظات الزائلة والحميمية. تجدر الإشارة أن فيلم ''إنلاند'' جاء بعد النجاح الذي حصل عليه فيلم طارق تقية المطول الأول ''روما ولا أنتوما'' والذي أخرجه سنة ,2006 ويجسد الفيلمان شخصية المخرج التي جاءت أساساً من التصوير الفوتوغرافي، الأمر الذي يفسر اهتمامه الكبير بالصورة، وهي العنصر المشترك في كلا الفيلمين.